استشارية: أخطاء جراحية وعادات خاطئة أبرز أسباب عودة الوزن بعد ”التكميم“

أكدت استشارية جراحة السمنة والمناظير المتقدمة، الدكتورة تغريد البلوي، أن عودة الوزن بعد إجراء عمليات السمنة، وعلى رأسها عملية تكميم المعدة، قد تكون نتيجة عدة عوامل تتوزع بين ما هو مرتبط بالمريض وسلوكه، وبين ما يتعلق بإجراءات العملية ذاتها ومرحلة التهيئة التي تسبقها.
وبيّنت البلوي أن من أبرز أسباب فشل العملية في تحقيق نتائج مستدامة هو اعتقاد بعض المرضى بأن الجراحة تمثّل حلاً سحريًا لإنقاص الوزن، في حين أن نجاحها يعتمد على التزام المريض بنمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، والمتابعة المنتظمة مع المختصين.
وأشارت إلى أن ضعف التوعية قبل إجراء العملية يلعب دورًا محوريًا في تكرار حالات استعادة الوزن، موضحة أن بعض المرضى يفتقرون للفهم الكامل لمتطلبات ما بعد العملية.
وفيما يخص العملية الجراحية نفسها، أوضحت أن هناك حالات يُجرى فيها قص المعدة بطريقة غير دقيقة، أو يُترك فيها جزء كبير من المعدة - وخاصة الرأس - ما يؤدي إلى تقليل فعالية العملية ويزيد من احتمالات عودة الوزن.
وأضافت أن التحدي الأكبر يكمن في مرحلة ما بعد العملية، إذ يفشل بعض المرضى في الالتزام بالنظام الغذائي المطلوب، ويعودون إلى عاداتهم الغذائية السابقة، مثل الإكثار من السكريات، تناول الوجبات الخفيفة عالية السعرات، والمشروبات الغازية، ووصفت هذه الأنماط بـ ”أعداء عمليات السمنة“.
كما نبّهت البلوي إلى أهمية الجانب النفسي، مشيرة إلى أن بعض المرضى يعانون من اضطرابات نفسية غير مشخصة، مثل اضطراب ”الأكل العاطفي“، حيث يتناول المريض الطعام كردّ فعل للضغوط النفسية وليس بدافع الجوع، ما يستدعي تدخلاً من المختصين النفسيين قبل الجراحة لضمان تهيئة شاملة للمريض.
وشدّدت على أن النجاح في التخلص من السمنة لا يتحقق فقط عبر العملية الجراحية، بل يتطلب تكاملًا بين الفريق الطبي الذي يضم الجراح، وأخصائيي التغذية، والعلاج النفسي، إلى جانب المتابعة الدقيقة بعد العملية، والاختيار الدقيق للطبيب الجراح.