الشيخ العوامي: إهمال المظهر تشويه للدين وليس من الزهد

أكد الشيخ فيصل العوامي أن تعاليم الدين الإسلامي تحث بقوة على العناية بالجمال والمظهر الحسن، معتبراً إياهما وسيلة أساسية للتقرب إلى الله وبلورة صورة مجتمعية مميزة.
جاء ذلك في دعوة تهدف إلى تصحيح بعض المفاهيم التي قد تربط التدين بإهمال الهيئة والشكل العام، وذلك خلال محاضرته التي ألقاها من على منبر جامع الرسول الأعظم بمدينة صفوى في الليلة الثانية من شهر محرم.
وأوضح العوامي، في محاضرته التي حملت عنوان ”الزينة والمحبوبية الشرعية“، أن هذا التوجه ليس مجرد اهتمام سطحي، بل يستند إلى أساس عقائدي متين ينطلق من الحديث النبوي الشريف ”إن الله جميل يحب الجمال“.
وبين أن هذا المبدأ يشكّل قاعدة أخلاقية وسلوكية تحث المسلم على الجمع بين الإيمان الداخلي والمظهر الخارجي المتناسق.
وبيّن أن الشريعة لا تنظر إلى الزينة كترف أو انحراف عن الجدية، بل تعتبرها بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا يُسهِم في ترسيخ الثقة بالنفس وتحقيق القبول المجتمعي.
وأشار إلى أن صورة المجتمع المسلم ينبغي أن تتميز بالأناقة والنظافة، لا من باب الشكلية، بل لما في ذلك من تعزيز لقيم الذوق والاحترام والتقدير المتبادل.
وأشار إلى أن النصوص الدينية تشجع على أن تكون الصورة العامة للمجتمع المسلم لافتة بجمالها وأناقتها، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على حياة الأفراد ويعزز من ثقتهم بأنفسهم.
وتطرق الشيخ العوامي إلى الجوانب العملية لتطبيق هذا المفهوم، مبيناً أن الاهتمام المطلوب يشمل اللباس الأنيق، وتسريحة الشعر المنظمة، وصولاً إلى الرائحة الطيبة التي وصفها بأنها بصمة مميزة للمسلم.
وفي تناول للجوانب التطبيقية، استعرض الشيخ العوامي مواقف من سيرة الإمام جعفر الصادق، موضحًا كيف أن حرصه على الرائحة الطيبة، إلى حد معرفته من أثرها بعد مغادرته، يعكس روح العناية بالمظهر، ويقدم قدوة عملية للمسلم المعاصر في هذا الشأن.
وتطرّق إلى البُعد الزمني في مفهوم الزينة، مشيرًا إلى أن الإسلام ترك مساحة مرنة للتعامل مع التغيرات الثقافية عبر العصور.
واستشهد في هذا السياق باختلاف لباس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن لباس الإمام الصادق، في إشارة إلى أن الزينة مرتبطة بعادات المجتمعات دون أن تخرج عن حدود الشريعة.
وأكد على أن الشارع المقدس لم يترك هذه المسألة للمصادفة، بل شجع بشكل واضح وصريح على الاهتمام بالزينة لتكون سمة ملحوظة في سلوك وشكل الفرد المسلم، بما يخدم الهدف الأسمى في بناء مجتمع متكامل يجمع بين جوهر الإيمان وجمال المظهر.
/69BuMEX6t3I?si=iYRY9veBuKJHArdo