آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 6:38 م

السيد الخباز يكشف عن سرّ التفوّق لدى أتباع أهل البيت

جهات الإخبارية

فَكَّكَ السيد منير الخباز، المفهوم الشائع عن ”ثقافة الحزن“ في المذهب الشيعي، مُعيدًا تقديمها ليس كعائق أمام التقدم، بل كمحفز خفي للتميز والقدرة على الإنجاز والتفوق.

وخلال طرحه الذي احتضنه المركز الإسلامي بمدينة ديربورن الأمريكية في الليلة الثانية من شهر محرم الحرام، ربط السيد الخباز بشكل مباشر بين العمق الوجداني لهذه الثقافة وأسباب التفوق والإبداع في مختلف الميادين.

وأوضح أن ارتباط المذهب الإمامي بصفة الحزن لا ينبغي أن يُفهم على أنه دعوة للانكفاء، بل هو عنصر أساسي في هوية ثقافية وروحية غنية تعكس عمق التجربة الإنسانية، مؤكدًا أن هذه القوة العاطفية يمكن أن تتحول إلى طاقة إنتاجية هائلة عند توجيهها بشكل صحيح.

وشدد السيد الخباز في محاضرته، التي حملت عنوان ”اتصاف المذهب الإمامي بصفة الحزن طوال العام.. أليس عائقًا أمام تفوق أبنائه؟“ على أن الحزن ليس حكرًا على أتباع أهل البيت، بل هو مكوّن أصيل في التراث الإسلامي العام، مستدلًا بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية تكرّس الخشوع ورقة القلب كعلامات بارزة للإيمان.

ولدعم رؤيته، لفت إلى أن نتائج أبحاث حديثة في مجالي علم النفس والإدارة تشير إلى أن مشاعر الحزن والفقد، متى ما تم الاعتراف بها واحتواؤها، تؤدي دورًا مباشرًا في تحفيز الابتكار وصقل التجارب الإنسانية.

وأوضح أن هذه الحالة الشعورية ليست عائقًا، بل أداة فعّالة لصقل التجارب وتحقيق التميز، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى لهذا التحوّل تبدأ من وعي الإنسان بمشاعره والقدرة على توظيفها.

وفي السياق ذاته، فرّق الخباز بوضوح بين رؤيتين للحياة، موضحًا أن الفكر الإمامي يرفض النظرة التي تختزل الحياة في إطارها المادي، ويتبنى بدلًا منها النظرة ”الطريقية“ التي تعتبر الدنيا ممرًا لصناعة الذات وخدمة المجتمع، وهو ما يحفّز على العمل والإنتاج والانخراط في البناء الحضاري.

واعتبر أن المظاهر الحزينة في المذهب، مثل المناسبات الدينية والأدب المرتبط باللوعة، لا تهدف إلى بث اليأس، بل تعمل على ترسيخ هوية ثقافية وروحية فريدة.

وأوضح أنها تُستخدم كتذكير دائم للإنسان بغاياته الكبرى، مما يمنحه دافعًا أقوى للارتقاء بنفسه ومجتمعه وترك أثر إيجابي مستدام.

واكد السيد الخباز على أن الحزن في هذا المفهوم ليس لحظة ضعف، بل حالة وجدانية يمكن تحويلها إلى مصدر للطاقة الإيجابية.

وشدد على أن الهوية الدينية، حين تُفهم بعمقها الحقيقي، لا تعيق الإبداع، بل تغذّيه وتدفع بصاحبها إلى تجاوز التحديات وتحقيق التميز في الحياة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
علي اليوسف
[ سيهات ]: 29 / 6 / 2025م - 2:08 ص
الحزن مو عائق..هو قوة دفعت الكثيرين للتميز
2
د. عبدالله
[ القطيف ]: 29 / 6 / 2025م - 2:23 ص
اعتقد أن الاعتماد المفرط على الحزن كمصدر للتميز قد يخلق نوع من التهويل

يجب أن نوازن بين العاطفة والعقل في تقييمنا للنجاح والتفوق.