الشيخ أبوزيد: تمجيد الشهادة لا يناقض قدسية الحياة في الإسلام

أكد الشيخ محمد أبوزيد أن الفكر الإسلامي الأصيل يقدّم رؤية متناغمة ومتكاملة تجمع بين تمجيد ثقافة الاستشهاد وتقديس الحياة، مشددًا على أن المفهومين لا يتعارضان بل يكمّل أحدهما الآخر.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها أمام حشد من الحضور في الليلة الثالثة لمجلس المقابي بمحافظة القطيف، حيث استعرض رؤية قرآنية وروائية عميقة لهذين المفهومين المحوريين.
وأوضح الشيخ أبوزيد أن ثقافة الاستشهاد، كما تُقدمها النصوص القرآنية والروايات الإسلامية، تُمثل علاقة خاصة وعقد بيعة بين الإنسان وخالقه، وهي ليست حكرًا على المسلمين وحدهم، بل تمتد لتشمل أتباع الديانات السماوية كافة.
وأشار إلى أن الشهداء يحظون بمكانة رفيعة، فهم مصطفون من الله، وقد خُصص لهم باب في الجنة جزاءً لتضحيتهم بأرواحهم كقربان لله تعالى.
وفي سياق متصل، لفت إلى أن واقعة كربلاء تمثل أحد أعظم المنجزات في تاريخ الأمة، حيث أعادت إحياء المبادئ الإنسانية والإسلامية الحيوية، وأسهمت بعمق في بعث روح الكرامة والعزة في نفوس أبنائها.
وعلى الجانب الآخر، شدد الشيخ أبوزيد على أن هذه المكانة الرفيعة للشهادة لا تعني أبدًا التهوين من قيمة الحياة، بل إن الإسلام ينظر إليها بقدسية بالغة.
وبيّن أن هذه القدسية تتجلى بوضوح في التشريعات التي تحرّم القتل، وتجرّم الإفساد في الأرض والاعتداء على البيئة، وتحمي النفس البشرية باعتبارها أولوية قصوى.
وأضاف أن الإسلام يُعلي من شأن الإنسان بوصفه خليفة الله في الأرض، ويكلفه بمهمة إعمارها واستثمار مواردها على أفضل وجه، من خلال العمل والزراعة وحتى الاهتمام بالجوانب الجمالية.
وأكد أن الإسلام يحث على طلب طول العمر في طاعة الله وفعل الخير، وينهى عن تمني الموت، مستشهدًا بالأدعية المباركة التي تطلب الرزق من المال والذرية، باعتبارها وسائل تعين على بناء الحياة وازدهارها.
وأشار إلى أن ثقافة الشهادة وقدسية الحياة منظومتان متكاملتان، لافتا إلى أن تمجيد الأبطال الذين يضحون بأنفسهم دفاعًا عن الدين أو الوطن أو المبادئ السامية هو قيمة إنسانية مشتركة تحترمها وتجلّها مختلف الثقافات والحضارات حول العالم.