الشيخ القطري: الروايات لا تكفي وحدها لفهم العقيدة دون عقل

أكد الشيخ أحمد القطري على الدور المركزي للعقل كأداة أساسية لا غنى عنها في فهم المسائل العقائدية، مشدداً على أن الاعتماد على الروايات والنصوص المنقولة وحدها لا يكفي لبناء منظومة فكرية راسخة، ما لم يتم إخضاعها للتحليل والاستدلال العقلي.
جاء ذلك ضمن محاضرته لليلة الثالثة من شهر المحرم في مسجد أبو عزيز بجزيرة تاروت، التي تناول فيها ”طرق المعرفة“ ومصادرها المتعددة.
وأوضح الشيخ القطري، في معرض حديثه عن الطريق العقلي، أنه يمثل أحد أهم مسالك اكتساب المعرفة، وخصوصاً في حقول العقيدة والفقه، حيث لا يمكن إقناع المختلفين في الرأي أو إثبات الحجة عليهم بالاستناد إلى المرويات فقط، بل لا بد من تقديم الأدلة العقلية والبراهين المنطقية التي تشكل أرضية مشتركة للحوار.
واستشهد في هذا السياق بالقواعد التي يستند إليها أصحاب الاتجاه العقلي في المنظومة الفقهية، مثل قاعدة ”قبح العقاب بلا بيان“، كدليل على أصالة المنهج العقلي في الفكر الإسلامي.
وفي حين أبرز أهمية العقل، استعرض الشيخ القطري بقية طرق المعرفة التي تتكامل معه، مشيراً إلى أن المعرفة الفطرية هي نقطة الانطلاق، حيث يولد الإنسان وهو مزود بأساسيات الإيمان، وفي مقدمتها الإقرار بوجود الخالق، وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة ”فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا“.
وأشار إلى طريق ”الإشراق“ الذي يمثل منهجاً معرفياً متقدماً يقوم على المزاوجة بين العقل والنقل، حيث يتيح هذا التلاقي استشراف معارف أعمق، وهي الطريقة التي تبناها عدد من الفلاسفة.
وأضاف أن التقرب إلى الله والتوسل بأهل البيت يفتح بدوره آفاقاً معرفية ويهيئ لتسديدات إلهية تعين الإنسان على الفهم واكتساب العلوم.
وأشار إلى المصدر المعرفي الأعلى، وهو طريق الوحي الخاص بالأنبياء والرسل، الذين اختصهم الله بعلوم إلهية، مؤكداً أن هذه المسيرة المعرفية استمرت في الأمة من خلال الأئمة الذين ورثوا هذا العلم وأصبحوا مناراته.