الشيخ عمير يبين مسار السفير الحسيني لخدمة المجتمع.. في ثلاث رسائل

أكد الشيخ محمد عمير أن مفهوم ”السفير الحسيني“ في العصر الحديث يتجاوز المشاعر العاطفية ليصبح مشروعًا عمليًا متكاملًا ومسؤولية كبرى تهدف إلى تحقيق الإصلاح في المجتمع.
جاء ذلك خلال محاضرته التي حملت عنوان ”كيف أكون سفيرًا للحسين؟“ مساء الأحد بمسجد الرسالة في القطيف، ضمن فعاليات الليلة الرابعة من شهر محرم الحرام.
وأوضح الشيخ عمير أن مهمة السفير الحسيني المعاصر ترتكز على ثلاث رسائل أساسية، أولها ”رسالة الإصلاح“، والتي تستمد جوهرها مباشرة من قول الإمام الحسين بأنه خرج لطلب الإصلاح في أمة جده.
وبذلك، يُطالب السفير بأن يكون عنصراً فاعلاً في الإصلاح المجتمعي، متسائلاً باستمرار عن دوره في الحفاظ على مكتسبات الثورة الحسينية.
وأشار إلى أن هذا الدور الإصلاحي يتطلب من كل فرد أن يسأل نفسه عن موقعه في خريطة الإصلاح المجتمعية، وكيف يمكنه المساهمة في الحفاظ على المكتسبات التي قامت من أجلها الثورة الحسينية.
وفي سياق متصل، شدد على أن ”رسالة الإحياء“ تمثل الركن الثاني في هذه السفارة، وتتحقق من خلال مسارين متوازيين.
يتمثل المسار الأول في تعلم علوم أهل البيت ونشرها بين الناس، مؤكداً أن الناس لو عرفوا محاسن كلامهم لاتبعوهم.
أما المسار الثاني فيتمثل في إحياء أمرهم عبر المشاركة الفاعلة في المجالس التي تذكرهم، والتي وصفها بأنها مجالس محبوبة عند أهل البيت ورحمة لمن يحييها.
وأضاف الشيخ أن الرسالة الثالثة والأكثر تأثيرًا هي ”رسالة التجسيد“، والتي تعني أن يكون السفير الحسيني نموذجًا أخلاقيًا حيًا، مشددا عليها بوصفها البعد العملي للسفارة.
وأشار إلى أن السفير الحقيقي هو من يدعو إلى الله بأفعاله وأخلاقه قبل لسانه، ملتزماً بالتقوى والصدق وحسن الخلق. وبهذا، يصبح السفير ”زيناً“ لأهل البيت لا ”شيناً“ عليهم، مستخدماً حب الحسين للانتصار في معاركه الداخلية وليكون وسيلة لهداية الآخرين إلى الله.
ولفت إلى انه وبهذا النهج، يصبح حب الحسين مشروعًا للتوبة الشخصية ووسيلة لهداية الآخرين إلى الله.
واستشهد عمير بالسفراء الأوائل للإمام الحسين كمسلم بن عقيل، الذي وصفه الإمام بأنه ثقته من أهل بيته، وغيره من الشهداء الذين كانوا قادة حقيقيين، ليؤكد على أن هذه السفارة تتطلب قيادة وجدية.
ودعا إلى الاقتداء بهم في حمل الرسالة، محذرًا من أن التولي عن هذا الدور قد يؤدي إلى أن يستبدل الله القائمين به بمن هم خير منهم، مؤكدًا أن المشروع الحسيني لا يتوقف، بل يمضي بمن ينهض به.