الشيخ القطري: العقيدة تُبنى على اليقين الواعي وليس على التقليد

أكد الشيخ أحمد القطري أن العقيدة الإسلامية الصحيحة لا يمكن أن تُبنى على التقليد، بل يجب أن تقوم على أساس راسخ من اليقين الشخصي والإدراك الواعي والاقتناع الذاتي الذي يصل إليه كل فرد بنفسه.
وخلال محاضرته التي ألقاها في مسجد أبو عزيز بجزيرة تاروت ضمن فعاليات اليوم الرابع من عاشوراء، وضع الشيخ القطري هذا المبدأ كحجر زاوية لفهم الإيمان الحقيقي.
وأوضح، مستعرضًا آراء كبار العلماء وفي مقدمتهم الشيخ محمد رضا المظفر، أن أصول الدين ليست كالفروع الفقهية التي يجوز فيها التقليد، بل هي مسؤولية فردية تقتضي البحث والنظر للوصول إلى قناعة قلبية لا تتزعزع.
وانطلاقًا من هذه القاعدة، ربط الشيخ القطري بين ضرورة اليقين وبين التمييز الدقيق بين مفهومي الإسلام والإيمان.
وبيّن أن الشخص قد يدخل في دائرة الإسلام الواسعة بمجرد النطق بالشهادتين، لكن الارتقاء إلى منزلة الإيمان الأضيق والأعمق يتطلب بالضرورة تلك القناعة القلبية الواعية التي تترجم نفسها إلى التزام عملي وسلوك إيماني.
وشدد على أن العمل هو المرآة الصادقة لذلك اليقين القلبي، وردّ بحسم على المقولة الشائعة بأن ”الإيمان في القلب“، معتبرًا أنها تمثل مفهومًا لإيمان مبتور وناقص.
وأكد أن الإيمان الذي لا ينعكس على الجوارح والأفعال هو إيمان ضعيف، ضاربًا مثالًا بالتهاون في أداء الصلاة على وقتها، والذي اعتبره مؤشرًا واضحًا على ضعف اليقين في القلب وليس مجرد تقصير عابر.
كما تطرق إلى أن هذا اليقين الشخصي هو شرط القبول أساسًا، فالأعمال من الناحية الفقهية لا تُقبل من غير المسلم حتى لو كانت صالحة في ظاهرها، وذلك لفقدانها ركن الاعتقاد اليقيني بالله ورسوله.
وأشار إلى أن كمال الإيمان نفسه قد يتأثر ويتعرض للخلل حين يكون اليقين ناقصًا، كحال من يؤدي الشعائر التعبدية لكنه يتهاون في الحقوق الواجبة، مما يدل على أن قناعته لم تكتمل لتشمل كل جوانب الدين.
واختتم الشيخ القطري حديثه بدعوة عملية لترجمة هذا اليقين إلى واقع، وذلك عبر فهم الأولويات في الدين.
وأكد أن المؤمن الذي بنى عقيدته على بصيرة لا يقدم أبدًا الأعمال المستحبة على الفرائض والواجبات، لأن بناء الإيمان السليم يبدأ من الالتزام بالأساسيات التي قامت عليها قناعته أولًا.