الشيخ أبوزيد: التفكر عبادة والاستبداد بالرأي جمود فكري

أكد الشيخ محمد أبوزيد على أن العقل ليس مجرد أداة للتفكير، بل هو ركيزة دينية وإنسانية أساسية.
وشددعلى أن تفعيله واستخدامه يُعد واجباً شرعياً يقود الإنسان إلى معرفة الله وعبادته بشكل سليم.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الخامس من شهر المحرم بمجلس المقابي بمحافظة القطيف تحت عنوان ”تنمية العقل الفريضة المغيبة“، والتي تناول فيها قدسية العقل ومكانته المحورية في حياة الفرد والمجتمع.
وأوضح أبوزيد أن النصوص الدينية، من القرآن الكريم والروايات النبوية، تحث بشكل صريح على إعمال العقل وتنشيطه، مبيناً أن الدين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعقل والتفكر.
وأشار إلى أن التأمل في آيات الله الكونية، مثل تعاقب الليل والنهار وسائر المخلوقات في الطبيعة، هو السبيل للوصول إلى العبادة السليمة، مما يجعل من العقل قواماً أساسياً لحياة الإنسان بأبعادها كافة، سواء المادية أو الاجتماعية.
وفي سياق حديثه عن الآليات العملية لتنمية القدرات العقلية، لفت الشيخ إلى أهمية التوجه نحو كل ما يُسهم في تفعيله، كالدراسة وطلب العلم والقراءة المستمرة التي توسع دائرة المعرفة وتزيد من الوعي.
وعلى النقيض، حذر من كل ما يُغيِّب العقل ويُضعف ملكاته، كالمسكرات والمخدرات، التي شدد على أن الإسلام اتخذ منها موقفاً حازماً وصارماً.
ونبه كذلك إلى أن بعض السلوكيات اليومية، مثل اتباع الشهوات ومرافقة الأشخاص الذين لا أهداف لهم، تُسهم في إضعاف الفكر، بينما تعمل مجالسة أهل العلم والثقافة على تنميته وصقله.
وأضاف أن الانخراط في مجالات عملية كالتجارة يساعد أيضاً في إشغال العقل وتكامله، نظراً لما تتطلبه من تخطيط مستمر وتفاعل اجتماعي بنّاء.
وشدد على أن ”المشاورة“ تعد من أبرز وأهم وسائل تنمية العقل وتدريبه، ليس فقط للفرد نفسه بل لمن حوله أيضاً، معتبراً أن تبادل الآراء يفتح آفاقاً جديدة للفكر، على عكس الاستبداد بالرأي الذي يؤدي حتماً إلى جمود التفكير وتراجعه، خاصة على مستوى الأسرة والمجتمع ككل.