آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 5:23 م

هل يمكن أن يتحول الإنسان إلى مجرم بسبب إصابة دماغية؟

جهات الإخبارية

حذّر محلل السلوكيات الإجرامية، محمد الشيباني، من أن بعض الإصابات الدماغية، وتحديدًا تلك التي تطال منطقة الفص الجبهي، قد تكون محفزًا رئيسيًا لتغييرات سلوكية خطيرة قد تصل إلى ارتكاب الجرائم.

وأوضح أن هذا النوع من الإصابات يؤثر بشكل مباشر على قدرة الشخص في التحكم بمشاعره واتخاذ قراراته، مما قد يدفعه نحو العدوانية أو الانخراط في سلوكيات إجرامية لم تكن جزءًا من شخصيته.

واستشهد الشيباني في تحليله بحالات واقعية موثقة عالميًا لتدعيم وجهة نظره، مشيرًا إلى قصة لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير مايك ويبستر.

وأشار إلى انه عانى ويبستر من اضطرابات نفسية حادة دفعته للانتحار، تاركًا رسالة تكشف عن معاناته، ليتبين لاحقًا عبر الفحوصات الطبية أنه كان مصابًا بتلف دماغي واسع نتيجة الارتجاجات المتكررة التي تعرض لها خلال مسيرته الرياضية.

وأشار إلى قضايا مشابهة للاعبين آخرين، مثل آرون هيرنانديز، أظهرت الفحوصات بعد وفاتهم معاناتهم من ذات النوع من التلف الدماغي المزمن.

وبيّن أن خطورة هذه الإصابات تكمن في قدرتها على تعطيل المراكز العصبية المسؤولة عن المبادئ الأخلاقية، وتنظيم ردات الفعل، والشعور بالخوف.

وأكد على أن هذا التأثير يستدعي بالضرورة مراقبة أي شخص يتعرض لحادث في الرأس بشكل لصيق وفوري، مع أهمية إجراء فحوصات إشعاعية دقيقة ومتخصصة لتقييم حجم الضرر المحتمل وتداعياته السلوكية المستقبلية.

وفي سياق متصل، شدد الشيباني على أهمية التفرقة العلمية والقانونية الدقيقة بين الاضطرابات النفسية العامة والإصابات العضوية في الدماغ.

وأفاد بأن العذر الطبي في القضايا الجنائية لا يمكن قبوله إلا في حال وجود أدلة علمية قاطعة، وفحوصات طبية موثوقة، تثبت وجود ضرر دماغي حقيقي أدى بشكل مباشر إلى السلوك الإجرامي، وهو ما يجعله خارج نطاق السيطرة والإدراك.

وأكد على أن المسؤولية الجنائية لا تسقط عن الجاني لمجرد ادعائه بأنه كان تحت تأثير إصابة دماغية قديمة.

وأشار إلى أن عبء الإثبات يقع على من يدعي، حيث يجب تقديم دليل طبي قاطع يربط بين الإصابة والجريمة المرتكبة بشكل لا يقبل الشك، لضمان تحقيق العدالة وعدم استخدام هذه الحالات كذريعة للإفلات من العقاب.