آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 5:23 م

هل تتحمل الأسرة مسؤولية غرق الطفل في المسابح؟

جهات الإخبارية

دق الدكتور نايف العجي، نائب أول طب أطفال، ناقوس الخطر بشأن ارتفاع معدلات حوادث الغرق والإصابات الخطيرة المرتبطة بالأنشطة الصيفية في المسابح.

وأكد أن الغرق لم يعد مجرد حادث عابر، بل أصبح يمثل السبب الثالث عالميًا للوفيات غير المتعمدة، ويشكل تهديدًا كبيرًا بشكل خاص على فئة الأطفال دون سن الخامسة.

وكشف العجي أن المخاطر المحيطة بالمسابح تتجاوز الغرق لتشمل سلسلة من التهديدات الأخرى، حيث تأتي الإصابات الجسدية الناجمة عن حوادث الانزلاق والسقوط في المرتبة الثانية، تليها مخاطر العدوى الجلدية والتنفسية التي تنتقل عبر المياه الملوثة.

وأضاف أن التهابات العين والأذن تعد من المشكلات الشائعة، بالإضافة إلى خطر التسمم الكيميائي الذي قد ينتج عن الاستخدام المفرط أو غير المتوازن لمادة الكلور ومواد التعقيم الأخرى في المياه.

واستعرض أرقامًا مقلقة للوضع في المملكة، مشيرًا إلى تسجيل 1300 حالة غرق خلال الفترة الممتدة بين عامي 2018 و 2022، بالإضافة إلى أكثر من 200 حالة تم تسجيلها في عام 2023 وحده.

ورغم هذه الأرقام، أفاد بأن الحملات التوعوية المكثفة قد أسهمت بشكل ملحوظ في انخفاض أعداد الوفيات خلال السنوات الأخيرة، مما يؤكد على أهمية دور الوعي المجتمعي في الوقاية.

وفي سياق متصل، أوضح العجي أن لحوادث الغرق تصنيفات طبية دقيقة، فهناك الغرق الرطب الذي يحدث عند دخول كميات من الماء إلى الرئتين، مما يؤدي إلى تدهور حاد في عملية التنفس.

أما النوع الثاني فهو الغرق الجاف، الذي ينتج عن تشنج وانسداد مجرى التنفس كرد فعل لدخول الماء دون أن يصل إلى الرئتين.

والنوع الثالث والأكثر خفاءً هو الغرق الثانوي، الذي قد تظهر أعراضه بعد ساعات من إنقاذ الشخص نتيجة تراكم السوائل تدريجيًا في الرئتين.

وشدد على أن الدقائق الأولى بعد انتشال الغريق حاسمة، مؤكدًا على ضرورة إخراج الطفل من الماء على الفور والتحقق من وجود التنفس والنبض، مع المبادرة فورًا بالاتصال بالإسعاف.

وأكد أنه في حال توقف التنفس، يجب البدء بعملية الإنعاش القلبي الرئوي دون تأخير، موضحًا أن تقنيات الإنعاش تختلف باختلاف الفئة العمرية، حيث يتم استخدام إصبعين فقط للرضع، ويد واحدة للأطفال بين سنة وثماني سنوات، وكلتا اليدين للبالغين.

وأوصى الأهالي بعدم ترك الأطفال يسبحون بمفردهم تحت أي ظرف، وضرورة وجود إشراف مباشر من شخص بالغ ومؤهل للتعامل مع الطوارئ.

ونصح بتركيب سياج آمن ومغلق حول المسابح لمنع وصول الأطفال إليها دون رقابة، والتأكد من إطفاء أي مراوح أرضية قريبة قد تشكل خطرًا إضافيًا، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ بالوعي والمراقبة اللصيقة التي لا تغفل عن الأطفال ولو للحظة واحدة.