آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 5:14 م

الشيخ أبو زيد يدعو لاستلهام نموذج ”الجنة“ لمعايير جودة الحياة الدنيوية

جهات الإخبارية عيسى العيد - القطيف

أكد الشيخ محمد أبو زيد أن النموذج القرآني للجنة يشكل المرجعية الأسمى والمعيار الأدق لمفهوم ”جودة الحياة“ الذي تسعى البشرية لتحقيقه دائمًا.

ودعا إلى اعتماد هذا النموذج الرباني كنظام عملي لتحسين الحياة اليومية، بما يحقق التكامل بين المعايير الإيمانية والمعارف الحديثة دون تناقض أو تصادم.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في الليلة السابعة من شهر محرم، بمجلس المقابي في محافظة القطيف، تحت عنوان ”جودة الحياة مقاربة علمية قرآنية“.

وأوضح الشيخ أبو زيد أن النزوع نحو حياة خالية من المنغصات هو فطرة إنسانية، وقد وظفها الدين لتحفيز الإنسان على السعي للكمال وتحقيق الطمأنينة.

وبيّن أن الاستقرار الحقيقي والسلام الخالص لا يتحققان بصورتهما الكاملة إلا في الجنة، التي وصفها القرآن الكريم بأنها ”دار المتقين“ والمطمئنين.

وأشار إلى أن القرآن قدم مصطلح ”الحياة الطيبة“ كمرادف دقيق لمفهوم ”جودة الحياة“، كما يُتداول اليوم في الأوساط العلمية والبيئية المعاصرة.

ولفت إلى أن الدول المتقدمة سبقت إلى تبني مفهوم جودة الحياة ووضع معايير دقيقة له، مما انعكس على تنظيم الحياة العامة وتطور بيئات العمل.

وأوضح أن هذا الاهتمام ساهم في رقي الفكر وازدهار المجتمعات، على عكس كثير من الدول العربية التي لا تزال تصنف كدول ”نامية“ بسبب الفجوة.

وشدد على أن الجنة ليست فقط دارًا للثواب، بل هي نموذج متكامل للنظام والجمال، ويجب أن تنعكس قيمها على حياة المسلم بكل تفاصيلها المادية والمعنوية.

وأكد أن الإسلام حث على التجمل دون إسراف أو تكبر، بدءًا من تنظيم المنزل، ومرورًا بالمركب الأنيق، وانتهاءً بالمظهر الخارجي المعبر عن نعم الله.

وبيّن أن جودة الحياة تشمل أيضًا الجوانب الروحية والعلاقات الاجتماعية، فلا تكتمل بالرفاه المادي وحده، بل تتطلب صفاء الروح وطيب المعاملة بين الناس.

وأضاف أن بيئة الجنة تخلو من الغل والأحقاد، وهي البيئة المثالية التي يجب أن تسود بين الجيران عبر ثقافة التسامح ونزع الضغائن من القلوب.

وفي ختام حديثه، حذر من تحويل إظهار النعم إلى تفاخر وتعالٍ يسيء لمشاعر الآخرين، ويقوض أسس جودة الحياة المجتمعية والروح الأخوية بين الأفراد

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
علي الهاشم
[ القديح ]: 3 / 7 / 2025م - 3:34 ص
أجد أن دعوة الشيخ أبو زيد لاستلهام نموذج الجنة كمقياس لجودة الحياة هي فكرة عميقة ومؤثرة.

إن الربط بين المعايير الإيمانية والمعارف الحديثة يعكس فهما عميقا لاحتياجات الإنسان الروحية والمادية. ..