الكركمين يقلص خلايا سرطان القولون بنسبة 95% خلال 24 ساعة

كشفت دراسة علمية حديثة عن إمكانيات واعدة لمركب الكركمين، المستخلص من الكركم، في الحد من الخلايا الجذعية الشبيهة بسرطان القولون والمستقيم، والتي تُعد من أكثر الأنواع مقاومة للعلاج.
وبحسب ما توصل إليه الباحثون، فإن الكركمين أظهر قدرة استثنائية على إعادة برمجة هذه الخلايا، من خلال تحويلها من نمطها التكاثري العدواني إلى خلايا متمايزة أقل خطورة، مما يمهّد لفهم أعمق لآليات الوقاية من الأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي.
وتُبرز الدراسة التي نُشرت في مجلة Cancer Letters أهمية هذا الاكتشاف في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، خصوصًا بين الأفراد دون سن الخمسين في الولايات المتحدة، حيث يُمثل هذا النوع من السرطان أحد الأسباب الرئيسة للوفيات المرتبطة بالأورام.
وفي الوقت الذي تظل فيه الخيارات الوقائية التقليدية محدودة، لا سيما مع ما يرتبط باستخدام الأسبرين من آثار جانبية محتملة كالنزيف، يبرز الكركمين كمركب طبيعي آمن يحمل آفاقًا جديدة للوقاية الدقيقة.
وأجرى الفريق العلمي تحليلًا دقيقًا لعينات أخذت من 66 مريضًا، شملت أنسجة سرطانية وسليمة، وركّز على سلوك الخلايا الجذعية السرطانية عند تعرّضها لجرعات منخفضة من الكركمين.
وبيّنت النتائج أن المركب نجح في تقليص أعداد هذه الخلايا بنسبة وصلت إلى 95% لدى بعض المرضى، مع انخفاض واضح في مؤشرات حيوية مرتبطة بنمو الورم.
كما أظهرت التجارب الحيوانية أن الكركمين أبطأ من تطور الأورام، ورفع متوسط البقاء على قيد الحياة، دون أن يؤثر على الخلايا الطبيعية في الأمعاء، وهو ما يعزز من ملفه الأمني كمركب وقائي.
وعلى المستوى الجزيئي، كشفت الدراسة أن الكركمين يعطّل عامل النسخ ”NANOG“، وهو أحد المحفزات الرئيسية لسلوك الخلايا الجذعية السرطانية، مما يقلص من قدرتها على الانقسام المستمر، ويدفعها إلى التحول إلى خلايا ناضجة غير سرطانية.
وأشار الباحثون إلى أن تأثير الكركمين بدأ بالظهور خلال 24 ساعة فقط من التعرض له، دون تسجيل أي مقاومة مكتسبة حتى عند استخدامه لفترات طويلة، ما يعكس فعاليته المحتملة في الاستخدام الوقائي المزمن.
ورجّحت الدراسة أن الانتقال من اعتبار الكركمين مجرد توابل غذائية إلى إدراجه كمركب أساسي في خطط الوقاية من السرطان قد يُمثل تحولًا نوعيًا في الطب الوقائي والتكميلي، مع التأكيد على ضرورة إجراء تجارب سريرية أوسع لتحديد الفئات الأكثر استفادة والجرعات الآمنة للاستخدام المنتظم.