آخر تحديث: 4 / 8 / 2025م - 3:34 م

الشيخ البيابي: عبادة كثير من الناس ”أنانية“.. وتدور حول الأنا لا المعبود

جهات الإخبارية

أكد الشيخ علي البيابي أن كثيرًا من الناس باتوا يؤدون عباداتهم بدوافع أنانية، معتبرًا أن جوهر العبادة قد انحرف عن مقصده الأصيل، ليُصبح سعيًا وراء المصلحة الذاتية، لا تجردًا لله.

جاء ذلك خلال محاضرته بالليلة السابعة من شهر محرم، التي ألقاها من على جامع الإمام الصادق ، وسط حضور غفير امتلأت به أروقة الجامع.

وأشار إلى أن العبودية لله تمثل المقام الأعلى للإنسان، وأنها ليست نقصًا أو ذلًا، بل سرّ الكرامة والرفعة، مستشهدًا بالقرآن الكريم الذي وصف النبي محمد ﷺ في حادثة الإسراء والمعراج بـ ”عبده“، قائلًا: ”سبحان الذي أسرى بعبده“، في تأكيد على عظمة هذا المقام.

وقال إن الإنسان حين يعبد الله بدافع الخوف من النار أو الطمع في الجنة، فإنه يضع ذاته في مركز العبادة، وهو ما يُفرغها من معناها العميق، موضحًا أن العبودية الحقة تقوم على الإخلاص والتسليم التام، لا على الحسابات الذاتية.

وأضاف أن هذا النمط من العبادة لا يُنتج الأثر التربوي المرجو، لأنه يُبقي النفس أسيرة ”الأنا“.

وأوضح أن كثيرين يؤدون صلواتهم بأجسادهم، بينما عقولهم شاردة وقلوبهم مشغولة، وهو ما يجعل العبادة تفقد أثرها الروحي، وتتحوّل إلى عادة تؤدى بلا وعي.

وحذّر من الانزلاق في هذا النوع من التدين الشكلي، الذي لا يُطهّر النفس ولا يُهذّب السلوك.

وفي ختام كلمته، ضرب الشيخ البيابي مثالًا بشخصية أبي الفضل العباس، الذي وصفته النصوص بـ ”العبد الصالح“.

وأكد أن موقفه في كربلاء يجسّد العبودية الخالصة، حيث قدّم روحه وماءه وطاعته المطلقة، دون انتظار أجر أو مقام، بل بدافع الإيمان المطلق والتسليم الكامل.

وتفاعل الحضور مع مضامين المحاضرة بشكل لافت، وسط أجواء من التأثر والخشوع، خصوصًا عند استحضار مشهد العباس في كربلاء، الذي رسم - بحسب تعبير البيابي - الصورة الأسمى للعبد الذي يذوب في إرادة الله.

/oiIheBVxJt4?si=130b_s9pmJwSzexO