كيف رد الشيخ البيابي على من يرى أن جيل اليوم لا يتحمل المسؤولية؟
أكد الشيخ علي البيابي أن السعادة الأسرية الحقيقية تُبنى على أسس ”السكن والمودة والرحمة“، وليست كما تصوّرها الثقافة المعاصرة المستوردة التي تربطها بالكمال الشكلي أو الثراء المادي أو التحرر من المسؤوليات.
وأشار إلى أن هذه التصورات تخالف الفطرة وتؤدي إلى اضطرابات أسرية ونفسية.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في حسينية سيد الشهداء ببلدية الربيعية في جزيرة تاروت، ليلة الثامن من شهر محرم، حيث ناقش خلالها مفاهيم السعادة في الحياة الزوجية، وسبل تحقيقها وفق الرؤية الإسلامية.
وشدد البيابي على أن الدين الإسلامي قدّم منظومة متكاملة تشجّع على الزواج، بدءًا من كونه سنةً للأنبياء، مرورًا باعتباره بابًا للرزق والطمأنينة، وانتهاءً بكونه وسيلةً للسمو الروحي ومضاعفة الأجر.
وأوضح أن هذا الزخم في الترغيب يكشف عن مكانة الأسرة المحورية في بناء المجتمع.
وفي سياق تفنيده لمفاهيم خاطئة حول السعادة، اعتبر البيابي أن الهوس بالجمال الخارجي غالبًا ما يخلق علاقات هشة، لأن الجمال أمر نسبي وزائل.
وحذّر من ربط السعادة بالمال، مؤكدًا أن التجارب تثبت معاناة كثير من الأغنياء من القلق والاضطرابات النفسية، في مقابل حياة بسيطة ينعم بها آخرون بطمأنينة وسكينة.
ووصف ثقافة ”الراحة المطلقة“ والتخلي عن المسؤولية بأنها خطر على الأفراد والمجتمعات.
وفند الشيخ البيابي المبررات الشائعة التي يسوقها الشباب لتأجيل الزواج، حيث وصف الادعاء بعدم وجود رجال أو نساء أكفاء في هذا الزمن بأنه ”مغالطة تعميم“ تتجاهل آلاف النماذج الأسرية الناجحة.
ودعا إلى إعادة ترتيب الأولويات، معتبرًا أن الجمع بين التعليم وبناء الأسرة أمر ممكن إذا توفرت الإرادة والتخطيط.
وأشار إلى أن العائق المادي غالبًا ما يكون مفتعلاً من قبل المجتمع، نتيجة تضخيم التكاليف وتكريس ثقافة البذخ، مؤكدًا أن الحل يبدأ بقرار جماعي بالعودة إلى البساطة.
وشدد البيابي على أن كثيرًا من مشكلات الجيل الجديد تعود إلى نمط تربية يقوم على الدلال الزائد، ما يجعلهم عاجزين عن تحمل الأعباء.
وأوصى الآباء بمنح أبنائهم مسؤوليات تدريجية منذ الصغر لتنشئة جيل واعٍ قادر على بناء أسر متينة ومستقرة.
