مستشار أسري: الخيانة الأكثر وجعًا تأتي من داخل ”دائرة الثقة“

أكد المستشار النفسي والأسري ناصر الجميعة أن خيانة الصديق أو القريب تترك أثرًا نفسيًا عميقًا، نظرًا لكونها تصدر من أشخاص كانوا ضمن دائرة الثقة والمشاعر التي بُنيت على مدى سنوات.
وأوضح أن الألم يشتد كلما زاد حجم التوقعات المسبقة من تلك العلاقة.
وبين أن كثيرًا من العلاقات تمر بمراحل واضحة، تبدأ بما سماه مرحلة الانجذاب، يليها التعارف والتفاعل، ثم مرحلة التصادم، وتنتهي بـ ”التحرر“، سواء بالتكيّف مع الاختلافات أو الانفصال الهادئ.
ولفت إلى أن بعض العلاقات تظل لسنوات عالقة في المرحلتين الأوليين دون دخول في مواقف تختبر متانتها، وهو ما يجعل الخيانة أكثر إيلامًا حين تحدث، لأنها تأتي مفاجئة بعد طول عشرة.
وأشار إلى أن الانجذاب الأولي غالبًا ما يكون شبيهًا بما يُعرف في التسويق بـ ”الوعد بالجودة“، لكنه في العلاقات الإنسانية قد لا يكون مدعومًا بالأفعال أو المواقف الفعلية.
وأضاف أن الكثير من الناس يبنون أحكامهم على مؤشرات سطحية دون اختبار العلاقة في مواقف حقيقية.
وحذّر من الوقوع في فخ المبالغة في التوقعات من الآخرين، أو الانزلاق إلى العدمية العاطفية كردة فعل على خيبات الأمل.
وأكد أن الواقعية في التقييم، وبناء الثقة بشكل تدريجي على ضوء التجربة والسلوك، هي أنجح السبل للحفاظ على علاقات صحية ومستقرة.
وشدد الجميعة على أن العلاقات الإنسانية الناجحة تحتاج إلى توازن بين حسن الظن والتقييم الواقعي، والقدرة على احتواء الصدمات العاطفية دون إنكارها أو الانجراف نحو تبرير سلوكيات مؤذية.
واعتبر أن المرونة النفسية والتعلم من التجارب هما حجر الزاوية في استعادة الثقة بالنفس بعد التعرض لخيانة أو خيبة.