حالة مناخية
ومع تقلبات الطقس وتأثير ذلك على المزاج العام، وكونُ هذا الطقس الحار من تلك الحالات والظروف المناخية التي اعتدنا عليها في كل عام، والتي لا تعد أمرًا مستجدًا أو حالةً نادرة وطارئة، بل هو أمرٌ اعتيادي نمر به وبشكل متكرر.
وحقيقةً أنا لا أعلم لِمَ كل هذا الضجر والاستياء من وضع متوقع ومُسَلَّم به سلفًا ومنذ سنين طويلة، ولا أعتقد بأننا بحاجة لعبارات من الإحباط والتثبيط، كون ذلك أسهل انطباع يعبر به المُحبطُ والمُستاءُ عن الحالة المناخية.
ومن السهولة بمكان أن نطلق العبارات على كل شيء لا يعجبنا بكلمات سلبية باهتة ساذجة، فقط لأن الكلام بلا مقابل ولا يكلفنا مالًا ولا يعد مخالفةً.
ناهيك عن ذلك لو كان الكلام السلبي يُقاضَى عليه المتكلم، فلا أعتقد أبدًا بأننا سوف نجد أحدًا سلبيًا في أوساطنا.
فما أسهل الكلام، وما أصعب العمل!
صدقًا من الصعب على بعض البشر، وبالتحديد المحبط منهم فكريًا ونفسيًا، أن يغير حالته من السلبية إلى حالة من الإيجابية، فذلك من أصعب الأعمال والأدوار التي من الممكن أن يقوم بها على صعيد تغيير الذات.
ولربما يجد ذلك من أشدِّ المحن عليه في حياته، بينما لو سعى للتغيير في نفسه، لوجد الأثر الإيجابي في الحالة المزاجية لديه وللمحيطين من حوله أيضًا.
ولكن القصور العقلي والفشل في التقدم خطوات ناجحة للأمام، تجعل الإنسان يعيش حالة من التراجع والإحباط، الذي يقوده مع من تبعه إلى زاوية الإحباط والفشل المستمر.
فحالة الإحباط والتذمر والشكوى من تقلبات الجو والحالة المعيشية والمادية والحياة والواقع، كلها نابعة من أشخاص منهزمون داخليًا، عاجزون عن العمل، أقعدهم الكسل عن الإنجاز والحركة، فليس لديهم سوى الشكوى والتذمر. وهذه هي البيئة الوحيدة الحاضنة لهم والتي يبدعون وينجحون فيها: «بيئة الكآبة والإحباط»، فهم لا يملكون القدرة على التغيير والإبداع.
هم ناجحون في الفشل فقط، ولو كان هنالك شهادة للفشل لكانوا قد استحقوها بامتياز، وعلى مرتبة شرف.
لسنا بحاجة لهذه العينة من الناس، ولا مكان لهذه النماذج بيننا بعد الآن، لقد انتهى زمن الإحباط والشكوى وليس هنالك وقت لأن نضيعه، ولا مجهود نهدره في مستنقع تعيش فيه البكتيريا وترتع فيه الطفيليات.
لقد ودعنا كل ذلك إلى أماكن رحبة، أكثر اتساعًا وأجمل اخضرارًا. أماكن العمل والجد والاجتهاد، أماكن العطاء والبذل، أماكن الهدوء والابتسامة، أماكن الإبداع والابتكار، إنها أماكن الجمال والعطاء.
في هذا الوقت نحن بحاجة إلى التحفيز المستمر والدائم، فبدلًا من التذمر والشكوى والامتعاض من سوء الحال وحالة الطقس المتقلبة، انظر للأشياء بأكثر إيجابية وتفاؤل، وثِقْ بمسبب الأسباب، وتوكل على الله، واجعل مع كل إشراقة شمس منحى آخر مغايرًا لتلك الحالة المحبطة، وطريقًا يأخذك إلى الرضا والسعادة النفسية. واجعل شعارك دائمًا:
الحمد لله رب العالمين على كل حال، ويغير الله من حال إلى أحسن حال.