ذهب العسل السعودي يلمع في الخارج
في عواصم العالم اللامعة، من باريس إلى لندن، يتردد اسم العسل السعودي بثقة: ميداليات ذهبية، دروع بلاتينية، شهادات جودة، كلها تتجه نحو منتجات خرجت من أرض المملكة، وصُنعت بعناية نخبة من أبنائها النحالين.
عسل السدر، والسمر، والطلح، والقتاد، والمانجروف الساحلي لم تعد مجرد منتجات محلية، بل أصبحت علامات جودة تتحدث عنها الأسواق الخارجية.
وراء هذا التألق، يقف نحالون سعوديون تعبوا وسافروا؛ حملوا معهم عسلًا خالصًا ليُنافسوا باسم الوطن، وينتصروا له، لكن، ومع كل هذه الإنجازات، يظل التساؤل قائمًا، بل يُطرح اليوم بحب وأمل:
متى نرى احتفالًا محليًا يوازي ما نراه من تقدير خارجي؟
في المملكة اليوم، أكثر من 20 ألف نحّال مرخص، وأكثر من 20 نوعًا من العسل، وتنوع بيئي استثنائي يمنح طعماً ونكهات لا تتكرر.
وهذا لا يعبّر عن منتج غذائي مميز فقط، بل عن كنز اقتصادي وثقافي وبيئي يستحق أن يُحتفى به بشكل مؤسسي دائم.
كلنا يقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة البيئة والمياه والزراعة في دعم قطاع النحل، سواء من خلال البرامج التدريبية أو التنظيمية، لكن ما زال هناك فراغ جميل يستحق أن يُملأ بمهرجان وطني رسمي يُكرّم العسل السعودي أو بجائزة كبرى تجمع النحالين تحت راية المنافسة الشريفة والإبداع.
من هنا، نطرح بكل محبة وأمل اقتراحًا وطنيًّا يشعل الحماسة ويرفع من قيمة المنتج والمُنتج معًا:
”جائزة المملكة لتميّز العسل السعودي“، لتقام هذه الجائزة بشكل سنوي، برعاية الجهات المعنية، وتشرف عليها لجان علمية ومراكز بحثية وطنية، بمشاركة مختبرات معتمدة، لتحكيم الأعسال على أسس علمية وبوجود الذواقة المحترفين في هذا المجال.
جائزة تُكرّم: أفضل أنواع العسل من مختلف مناطق المملكة بجميع إنتاجاته: «سائل، متبلور، شمع».
هذه الجائزة، إن رأت النور، لن تكون مجرد احتفال… بل منصة وطنية تُعيد تعريف العسل السعودي كمصدر اعتزاز محلي، وتفتح أمامه الأبواب نحو مزيد من النجاح العالمي، لكن هذه المرة بعنوان وطني خالص.
كما أنها تعتبر فرصة لتعزيز الهوية الإنتاجية للعسل السعودي، وتنشيط السياحة البيئية، وربط المواطن والمستهلك أكثر بثرواتنا الطبيعية.
ختامًا، نحن لا نطلب تكريمًا شكليًا، بل نرجو أن يرى النحال السعودي ثمرة جهده في وطنه كما رآها في الخارج، وأن يشعر بأن المنصة التي صعدها في باريس ولندن تنتظره في الرياض أو الدمام أو الباحة.
وإذا كان العالم قد صفّق لعسلنا… أفلا نُهيئ نحن موقعًا للتصفيق له هنا؟
فلنُطلق جائزة تُنصف التميز، وتُكرم الذهب، وتُعزز الفخر.
عسلنا لامع في الخارج… فلنُضيئه في الداخل.