آخر تحديث: 3 / 8 / 2025م - 11:28 م

أنصار الإمام الحسين (ع): نافع بن هلال البجلي

محمد يوسف آل مال الله *

نافع بن هلال الجملي «المعروف أيضًا بـ ”نافع بن هلال البجلي المرادي“» هو أحد أبرز الشخصيات التي شاركت في نهضة كربلاء، وقد نال مكانة فريدة في التاريخ الإسلامي لدوره الجهادي وإخلاصه للإمام الحسين .

النسب والنشأة: نافع بن هلال «رضوان الله عليه»، من عشيرة الجمل المذحجية، ذات الأصول اليمانية واسمه الكامل نافع بن هلال بن نافع بن جمل بن سعد الجملي أو البجلي المرادي، وهو من كبار أصحاب أمير المؤمنين علي ، وشارك معه في معارك: الجمل، وصفين، والنهروان.

صفاته وفضائله:

شجاعته الفريدة: كان نافع بن هلال من الأبطال الذين اشتهروا بالشجاعة في معارك الإمام علي ، مما جعله من فرسان الكوفة المعدودين، وقد ظهر ذلك في الطف حين قاتل وحده حتى قتل 12 رجلًا من جيش العدو، وظل يقاتل بعد كسر عضديه، وقال كلمته المشهورة: ”لو بقي لي عضدٌ ما أسرتموني“.

علمه وثباته العقائدي: كان نافع بن هلال من حملة الحديث والفقه، وكان أهل الكوفة يعرفونه من أصحاب الإمام علي ، ولم يبدّل موقفه رغم التهديد والترهيب. عندما عرض عليه عمر بن سعد الأمان، قال له: ”إن كان لك أمان، فإني لا أمان لي، والله لا أُعطي بيدي إعطاء الذليل“.

التحاقه بالإمام الحسين : خرج نافع بن هلال من الكوفة قبل واقعة شهادة مسلم بن عقيل ، والتحق بالإمام الحسين على طريق الكوفة، ضمن مجموعة صغيرة جدًا «مجموعة الأربعة» انضمت إليه قبل وصوله كربلاء، وعند وصوله أخبر الإمام الحسين بأنّ أشراف الكوفة ضدّه بينما عوام الناس معه بكلمتهم وسيوفهم.

مواقف مشهودة له في الشجاعة والإيثار:

• جلب الماء رغم الحصار: عندما منع جيش ابن سعد الماء عن الإمام الحسين وأصحابه ، تولّى نافع بن هلال «رضوان الله عليه» قيادة الفريق الذي توجّه ليلاً لجلب الماء من الفرات، وتحدّى عمرو بن الحجاج الزبيدي رافضًا شرب الماء بينما أهل بيت الإمام الحسين عطاشى. انضم معه أبو الفضل العباس بن علي لهزم العدو والسيطرة على الماء.

• ليلة عاشوراء والبيعة الثابتة: في وقت مبكر من الليل، تبع نافع بن هلال الإمام الحسين «عليهما السلام» خارج الخيمة، معبرًا عن خشية الهجوم عليه، فأبلغه أنّه يريد الاطمئنان على الساحة، وما كان من الإمام الحسين إلّا أن عرض عليه فرصة النجاة بنفسه، لكنّه رفض مستمسكًا بقسمه والإخلاص لركب الإمام الحسين .

• القتال يوم العاشر: واجه نافع بن هلال خصوم الإمام الحسين بالحماسة والإيمان، وتوجّه لمحاربة رجل كان يسعى لقتل الإمام الحسين ، مدافعًا عن الإمام حتى أصيب بإصابة بالغة.

• السهام المسمومة والارتجال البطولي: لقد كتب نافع بن هلال اسمه على سهامه المسمومة، وقتل اثني عشر من أعداء جيش ابن سعد، وارتجل مع سيفه عند نفاد السهام. وأنشد مضحياً بروحه: ”أنا الغلام اليمني الجملي … ديني على دين الحسين بن علي … فإذا قُتلت فهذا أملي…“، بعدها تعرض للرجم حتى كسرت عضداه، ثم استُدعي أسيرًا، وقتله شمر بن ذي الجوشن بعد عرضه على عمر بن سعد، الذي تعجب من موقفه فأجاب نافع: ”ربّي يعلم ما قصدت، وقتلتُ منكم اثني عشر رجلاً، ولو بقي مني عَضد لما أسرت“.

نافع بن هلال الجملي هو رمز للشهادة والإخلاص في كربلاء، جاهد دفاعًا عن الإمام الحسين ، وفداءً لقيم الحق والعدل، حتى استشهد في يوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ، فبكى الإمام الحسين وقال مخاطبًا نافع بن هلال: ”جزاك الله خيرًا يا نافع، إنّي أعلم أنّك ذو بصيرة ووفاء“.

سلام على نافع بن هلال يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.