آخر تحديث: 6 / 8 / 2025م - 2:20 ص

ثقافة مجتمع

أحمد منصور الخرمدي *

إن الأمانات والبلديات في كل منطقة ومحافظة، وكذلك الجهات الأخرى المهتمة بـ صحة البيئة والصحة العامة من جمعيات ومؤسسات خيرية ومجتمعية، جميعها تقوم مشكورة وعلى مدار السنة ببرامج وندوات توعوية، وحملات تطلقها بكل جهوزية وعناية، تشارك فيها الأعداد الكبيرة من المتطوعين والمتطوعات السعوديين والمقيمين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم، حرصًا منهم على النظافة ورفع مستوى جودة الحياة، ومعالجة التشوه البصري العام.

إن العناية بالنظافة والاهتمام بها مهم للغاية، وهي مطلب إسلامي، ومن القيم النبيلة التي تحث عليها شريعتنا السمحة، وهي مظهر من مظاهر الإيمان، والسلوك الحضاري الذي يشكل ثقافة المجتمع وشخصية الفرد وسلوكه، ويعطي الانعكاس الإيجابي لتربيته وتعامله.

لا شك أن النظافة العامة، حماية للإنسان من الأمراض، وحماية للبيئة من التلوث والأضرار، وإن الحرص على وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، والالتزام التام باستخدام أكياس قوية لها ووضعها في الحاويات وليس بجانبها، وإن الامتثال لذلك فيه الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ثم يبعد عنا وعن أماكن السكن التي نعيش فيها ونأكل ونشرب وننام، الأضرار الجسيمة التي تهدد صحتنا وصحة عوائلنا من الكبار والصغار والأطفال وكبار السن والرضع.

إن إلقاء المخلفات من المأكولات والمشروبات وغيرها في الطرقات والحدائق والسواحل والمنتزهات العامة، فيها إثم عظيم، ولها عقاب من رب العباد، وتعكس عدم الاحترام للتعليمات والتنبيهات الإرشادية، وكذلك التجاهل لكل ما ينشر في وسائل الإعلام وما تقوم به دور العلم من مدارس وجامعات، وما يوجه به الرجال الأفاضل من العلماء بخطب الجمعة، وإن عدم الالتزام بذلك فيه مضيعة للجهود التي تقوم بها تلك الجهات المتخصصة والمعنية بالبيئة والصحة والسلامة.

للأسف الشديد، ظاهرة انتشرت برمي الأوساخ - أعزكم الله - من نوافذ السيارات عند السير وعند الوقوف بجانب المنازل والمتاجر، مما يستدعي التنبيه لهذه السلوكيات المرفوضة تمامًا، وإن غياب التوعية من داخل الأسرة - لا سمح الله - يزيد من هذه السلوكيات الخاطئة، والمتمثلة كذلك برمي النفايات في الشوارع العامة والطرقات الفرعية وسط الأحياء السكنية والحدائق والمنتزهات ومن دون أي اكتراث، وعدم وضعها في أماكنها المخصصة، مما يستوجب علينا الحرص والاهتمام الكبيرين في وضع حد لهذه التصرفات التي تجلب لنا الأمراض وتبعد عنا السعادة. على العائلة أن تكون مصدر ثقافة واعية، ونموذجًا يُحتذى به في بناء مجتمع أكثر جدية ووعيًا وصديقًا للصحة والبيئة، وعلينا جميعًا أن نستشعر بأهمية النظافة وتوعية النشء، ونحمي أنفسنا وبيئتنا ووطننا من التلوث الذي قد نكون - لا قدر الله - نصنعه بأنفسنا ويزداد سوءًا من سلوكياتنا الخاطئة يومًا بعد يوم.

وفي الختام، نسأل الله السلامة للجميع، وإن الجهات المعنية بالدولة - حفظها الله - من الأمانات والبلديات والصحة والعناية بالبيئة وغيرها، أبوابها مفتوحة، والمسؤولون على أتم الاستعداد وبكل رحابة صدر أن يستقبلوا ويستمعوا لأي ملاحظة أو اقتراح أو طلبات، سواءً مباشرة أو بالاتصال بالأرقام المجانية المخصصة لكل دائرة وجهة وعلى مدار الساعة.