الصلاة عمود الدين
الصلاة هي أهم عبادة عند المسلمين، وتتضمن أذكارًا وأفعالًا خاصة، وهي شرط قبول سائر الأعمال، وللصلاة أحكام وآداب معينة.
وهي عمود الدين وركيزة، فقد أكد الإسلام على أهميتها وعظمتها، إن قُبلت قُبِل ما سواها وإن رُدّت رُدّ ما سواها، ناهيك عن أهميتها في القرآن الكريم، في قوله تعالى:
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت - 45].
أي أن الصلاة ليست قيامًا وقعودًا فقط، بل إن الصلاة قرينة بتركيبتك الأخلاقية، ومشروطة بجميع سلوكياتك وتعاملك بشكل مستدام.
وهي لا تسقط بتركها لأي سبب من الأسباب، حتى المريض وضع له الشرع المقدس ضوابط لأدائها. ويُعتبر ترك الصلاة عمدًا مع الإقرار بوجوبها من الكبائر ومن الفسوق والعصيان التي قد تؤدي إلى الكفر، ويقام عليه الحد من قبل الحاكم الشرعي إن ثبت عليه.
أما من تركها جهلًا بوجوبها أو لعذر شرعي كالنوم أو النسيان أو لمرض شديد، فالأعذار الشرعية التي تبيح ترك الصلاة قليلة ومحدودة، وتتمثل في حالات الضرورة القصوى التي تمنع من أداء الصلاة في وقتها أو تمنع من أدائها بشكل صحيح.
ولكن، عزيزي، أي ظرف أعظم من يوم العاشر من المحرم في ظهيرته قبل معركة كربلاء، واشتعال الحرب، واقتراب القوم من ابن رسول الله ﷺ بلحظاتٍ، حين نادى أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي - رضوان الله عليه -: ”حي على الصلاة“، فقال له الإمام الحسين : «ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم، هذا أول وقتها».
لم يجعل تلك المعركة التي ضحى فيها بالمال والنفس والأهل أن تحجبه عن أداء الصلاة، وهو الذي رسّخ وثبّت تعاليم جده المحمدية التي حاول أعداء محمد وآل محمد طمسها.
فلنأخذ ولو شيئًا قليلًا من هذه الملحمة التي حوت من القيم والأخلاق ما يشبع بها الإنسان المسلم نفسه.
ينبغي لنا أخذ العبرة الحسنة من معركة الطف التي جسّد فيها الإمام الحسين الإسلام والإيمان الصحيح والأصيل الذي خلدته هذه المعركة، وما حوت من تضحيات جسيمة جعلتها في ديمومة على مر العصور.
ووفقنا الله وإياكم إلى الثبات والسير على نهج محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.