الدين المعاملة
يعتبر الدين المعاملة هو جوهر الإسلام الحقيقي، ويتجاوز مجرد الشعائر والطقوس الدِّينية ليصل إلى التطبيق العملي للأخلاق الحسنة في التعامل مع الله ومع الآخرين.
وهو يهدف إلى التقرب إلى الله - سبحانه وتعالى - من خلال سلوك راقٍ وأخلاق عالية، ويستند إلى نصوص شرعية، وأحاديث عن النبي ﷺ.
وتؤكد هذه النصوص على أهمية حسن الخلق كجزء لا يتجزأ من الإيمان الكامل، وتطبيق الشريعة الإسلامية. وتطبيق الأخلاق في الدين يعني أن تكون لديك أخلاق عالية؛ مثل الصدق، وأداء الأمانة، والحياء وحسن الخلق، وأن تسعى جاهدًا إلى تنظيف قلبك من الأمراض؛ كالحسد، والحقد، والغل، والغيبة والنميمة، والتكبر، والرياء.
وهذا ما تؤكده النصوص الشيعية؛ إذ إن العبادات الشعائرية؛ مثل الصلاة، والصوم، والحج،… إلخ، لن تتحقق أهدافها ولن تُقطف ثمارها إلا إذا صحت المعاملات، ولم يرافقها سوء تعامل.
ويستند مفهوم الدين المعاملة إلى نصوص، وأحاديث نبوية، وأحاديث عن الأئمة تؤكد أن حسن الخلق نصف الدين أو جزء منه، وأن أكمل المؤمنين إيمانًا هو أحسنهم خلقًا.
فالدين على قسمين: العبادات، والمعاملات.
العبادة هي الطقوس التي تمارسها بينك وبين الخالق. فإذا أحسنتها، وأتقنتها، وكانت مسنودة ومعزَّزة بـ مرجع من المراجع الشيعية الأعلام، فهذا سيكون مردوده عليك أنت إذا كانت صحيحة.
وأما المعاملات التي ذكرناها من صدق، وبيع، وشراء،… إلخ، فهذه المعاملات تكون بينك وبين الآخرين من بني جنسك؛ فما قمت به من صدق في العبادات ينعكس أثره إيجابًا على المعاملات.
إذ لا ينفع التعبد كمجرد طقوس تقوم بها دون أن ينعكس إيجابًا، وفعلًا على أرض الواقع مع الآخرين.
لا ينفعني أنا كإنسان تعبّدك من دون أن يظهر أثره عليك في معاملاتك؛ إذ إنّ النصوص المروية عن النبي وأهل بيته الأئمة الأطهار - صلوات الله وسلامه عليهم - تنص على ذلك، وهي كثيرة.
وفقنا الله وإياكم إلى التحلّي بكمال الدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته