بالتزامن مع اليوم الوطني.. ورشة لتعليم تغسيل وتكفين الموتى بالقطيف

تختتم جمعية الفردوس لإكرام الموتى، بالتعاون مع جمعية القطيف الخيرية، اليوم الثلاثاء، ورشة عمل متخصصة حول تغسيل الأموات وتفصيل الأكفان.
وشهدت حضورًا وتفاعلًا كبيرًا من أهالي المحافظة. ويتزامن ختام الورشة مع احتفالات اليوم الوطني السعودي، مما يضفي بعدًا وطنيًا ومجتمعيًا على هذه المبادرة التي تعزز قيم التكافل والمسؤولية الدينية.
وأقيمت الورشة على مدى ثلاثة أيام بمقر جمعية القطيف الخيرية، وقدمها المدرب حسن آل عبد الرزاق ”مضري“.
وأكد آل عبد الرزاق أن الهدف من هذه الدورات التي تقام في مختلف البلدات هو تثقيف وتفقيه أفراد المجتمع المحلي بشكل مباشر حول الأحكام الشرعية والعملية المتعلقة بتجهيز المتوفى.
وأوضح أن الحضور كان قويًا ومتميزًا، حيث أبدت جميع الفئات العمرية من كبار وصغار وشباب اهتمامًا بالغًا ورغبة صادقة في تعلم هذا العمل الجليل، معبرين عن تطلعهم لنيل الأجر والمساهمة في خدمة مجتمعهم.
من جهته، أشاد محمد مرار، أحد المشاركين في الورشة، بالمستوى المتقدم للتنظيم والمحتوى المقدم.
وأعرب عن تقديره العميق للمدرب آل عبد الرزاق وكفاءته في التجاوب مع استفسارات الحضور، مؤكدًا أن الدورة كانت شيقة ومُثرية.
وأضاف مرار أن معرفة أحكام الغسل والتطهير واجب على كل مسلم، مثنيًا على الدور الذي يقوم به القائمون على إكرام الموتى، من مغسلين وحفاري قبور، الذين يحملون هذا الفرض الكفائي عن المجتمع بأكمله.
وخلال الورشة، سلط المدرب آل عبد الرزاق الضوء على حقيقة أن جميع الأدوات والمستلزمات الضرورية لعملية التجهيز، من سدر وكافور وأكفان وقطن وغيرها من المواد، متوفرة بالكامل في المغتسلات بدعم من الدولة.
وشدد على أن هذه الخدمة تقدم بشكل مجاني تمامًا لذوي المتوفى، تقديرًا لمصابهم وتسهيلًا عليهم. كما تطرق إلى شرح مفصل للمعدات المستخدمة، موضحًا الفرق بين الأدوات الواجبة شرعًا والمستحبات، مع التركيز على أهمية وسائل الحماية الشخصية للمُغسِّل.
وبيّن أن طريقة الغسل للرجل والمرأة متطابقة، مع الالتزام بالضابط الشرعي الذي يقتضي أن يتولى الرجال تجهيز الرجال، والنساء تجهيز النساء، باستثناء ما هو متاح بين الزوجين.
من جهته، أكد رئيس جمعية الفردوس لإكرام الموتى، حافظ الفرج، أن تزامن ختام الورشة مع احتفالات اليوم الوطني لم يكن مصادفة، بل هو رسالة تؤمن بها الجمعية.
وقال: ”إن بناء الأوطان لا يقتصر على الصروح المادية، بل يرتكز على بناء الإنسان، وتعزيز قيم التكافل والتراحم والمسؤولية المجتمعية. فخدمة المجتمع، وإحياء فروض الكفاية، هي من أسمى صور الانتماء والولاء للوطن“.
وأعرب الفرج عن فخره بالإقبال الكبير من كافة الفئات العمرية، معتبرًا إياه دليلًا على حيوية المجتمع وترابطه. وجدد شكره لجمعية القطيف الخيرية على الشراكة المثمرة، وللمدرب حسن آل عبد الرزاق على ما قدمه من علم نافع.