آخر تحديث: 25 / 9 / 2025م - 2:37 ص

ديارنا أوطاننا... عزنا وفخرنا

سهام طاهر البوشاجع *

اليوم في 23 من سبتمبر نحتفل نحن الشعب السعودي بذكرى اليوم الوطني لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية، وتوجد لدينا مع الوطن احتفاليتان مختلفتان، إحداهما يوم التأسيس والأخرى مثل هذا اليوم نسميه اليوم الوطني، والفرق بينهما جوهري ومحوري وحضاري وتاريخي، سمّه ما شئت، إلا أن الفرق بينهما هو نفسه الرابط الذي يربط الشعب بحب هذا الوطن.

فاليوم الوطني السعودي «23 سبتمبر»:

الحدث فيه هو توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1932 م، والمناسبة هي إعلان قيام دولة اسمها المملكة العربية السعودية بدل مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها. وهو يرمز إلى الوحدة الوطنية، ولمّ شمل مناطق المملكة تحت راية واحدة.

أما يوم التأسيس «22 فبراير»:

فالحدث فيه هو تأسيس الدولة السعودية الأولى في الدرعية عام 1727 م «قبل تقريبًا 300 سنة» على يد الإمام محمد بن سعود، والمناسبة هي بداية التاريخ السياسي للدولة السعودية الممتد عبر الدولة الأولى والثانية وصولًا إلى الدولة السعودية الثالثة «المملكة حاليًا». وهو يركز على الجذور التاريخية والهوية السعودية الأصيلة «المجتمع، الثقافة، الفروسية، السوق، اللباس».

وبين هذا وذاك يتوشح كل أفراد الشعب بالولاء لتراب هذا الوطن الغالي، الذي فيه من نعم الله ما لا يُعد ولا يُحصى، وفيه من الخيرات ما يُشبع الجميع ويفيض، حتى تصل موائده إلى أفواه الجائعين في العالم الخارجي، ويكسو كل ذي عُريان شرّدته ظروف الحياة وصار بعيدًا عن الأوطان.

وحينما نفرح بمثل هذه المناسبات فهي ليست فرحة لحظية عابرة، بل هي فرحة غائرة في القلب، متجذّرة في النفس، لها أصول العزّة والفخر. ويكفينا شعورًا بذلك حينما نبتعد ولو قليلًا عن وطننا مسافرين إلى غيره من الأوطان، حينها فقط نشعر بالحنين الذي لا تترجمه أي قواميس في العالم. نشتاق إلى الديار، إلى التراب، إلى الجدران، نشتاق حتى لنَسَماته وإن كانت ساخنة ورطبة. هكذا فرحة هي ترجمة للحب الذي ما أن ينطق به القلب حتى تترجمه الجوارح بانفعالات الغيرة والخوف على كل من تُحب.

أوطاننا ديارنا عزّنا وفخرنا، حبا الله تلك الديار العمار في طاعة الله ورسوله، وفي محبة الجمال، والتخلّق بأخلاق الجلال.

كل عام وأنتم بخير، كل عام ووطني بخير.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز