آخر تحديث: 25 / 9 / 2025م - 2:37 ص

الوطن مسؤولية أجيال لا تتوقف

عيسى العيد * صحيفة اليوم

عندما نتحدث عن الوطن، لا نتحدث فقط عن مشاعر وانفعالات، بل عن منظومة متكاملة من الأمن والتنمية والهوية. فالأمن هو الأساس الذي تقوم عليه حياة مستقرة، وبدونه لا يمكن بناء تعليم متطور أو قطاع صحي متماسك أو حتى مجتمع ينعم بالرفاهية، كذلك بالتعليم تبنى عقول لأهمية الصحة والصحة ترفع من مستوى الحالة الصحية في المجتمع لذلك الوطن منظومة مترابطة ومتداخلة متكاملة لا يمكن فكاك بعضها من بعض.

الوطن أيضًا هوية، تمنح أبناءه مكانة بين الأمم عبر تاريخه وثقافته وتنوعه. وجمال المدن ونظافتها هو انعكاس لوعي الناس، حكومةً وشعبًا، بأهمية التنمية الاقتصادية التي توفر الخيرات والازدهار.

غير أن هذه المنجزات لم تأتِ مصادفة، وإنما ثمرة جهود أجيال سابقة ضحّت وبذلت من أجل أن نعيش في وطن آمن ذي سيادة وسمعة رفيعة. والتضحيات لم تكن في الحروب وحدها، بل في ميادين التعليم والبناء والتنمية، وبناء منظومة صحية من كادر ومباني على مستوى عالي التي تليق بالهوية الوطنية، حيث عمل رجال ونساء على تسليم وطن أفضل للأجيال التي تليهم.

الحفاظ على الوطن لا يقع على عاتق الحكومة أو المؤسسات الكبرى فقط، بل هو مسؤولية كل فرد ينتسب إلى هذا الوطن.

فالوطن أشبه بسفينة كبيرة تجمع الناس على اختلاف توجهاتهم الفكرية والمناطقية والعرقية، وأي خلل فيها قد يؤدي إلى غرق الجميع. لذلك، لا بد أن يسهم كل فرد في الحفاظ على تماسك المجتمع، ومعالجة أي خلافات بروح المسؤولية والتعاون.

ومن مظاهر المسؤولية الوطنية: الولاء الخالص للوطن المتمثل في حكومته، وبذل الجهد من الأسر في حث الأبناء والبنات على اكتساب العلوم الحديثة التي تواكب احتياجات العصر، بدل الاكتفاء بالدراسات الأولية. كما أن تنمية الاقتصاد مسؤولية يشترك فيها الأفراد أيضًا، كلٌّ بحسب قدرته على التجارة أو مزاولة الأعمال التي ترفد الحركة المالية وتدعم استقرار الوطن. إن الحديث عن الوطن هو حديث عن مسؤولية متجددة، فكما ورثنا ثمرة جهود السابقين، فإن من واجبنا أن نحافظ على هذه المنجزات ونضيف إليها ما يجعل وطننا أكثر قوة واستقرارًا وازدهارًا.