آخر تحديث: 25 / 9 / 2025م - 2:37 ص

إحمي نفسك من الضغوط

المهندس أمير الصالح *

ليس هناك إنسان لم يتعرض لموجة من الضغوط سواء في مقر العمل، البيت، الشارع، … إلخ. فزاد في الآونة الأخيرة عدد المصابين بجلطات دماغية وقلبية نتيجة عدة عوامل، منها ضعف إجراءات حماية النفس من الضغوط.

السؤال: كيف تحمي نفسك أو تقلل من حدة تلك الضغوط على نفسك؟ بالبَدءِ دعنا نشخّص أنواع الضغوط حسب ما تم الاطلاع عليه:

• ضغوط مالية
• ضغوط زمنية
• ضغوط روحية
• ضغوط تشريعية قانونية
• ضغوط صحية
• ضغوط نبوءات مستقبلية
• ضغوط نفسية

والأشهر تداولًا بين الناس هي الضغوط النفسية، وهي ظاهرة شائعة تؤثر على معظم أفراد المجتمع في كل المراحل العمرية، في كل أرجاء المعمورة. يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، والذهنية، والبدنية، والروحية، والحالة المزاجية، والعلاقات البشرية، فتُنسَرَق السعادة من قلوب الضحايا.

استعراض الأسباب

الضغوط المالية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

التضخم في الأسعار / الفقر / تدني الدخل / زيادة المصاريف / تذبذب سعر صرف العملة / تبخر الاستثمار / سقوط مؤشر أسعار الأسهم المستثمر فيها / البطالة / الغربة / غياب العدالة في التوزيع.

ضغوط زمنية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

ضيق الوقت / تماطر الواجبات / تكاثر عدد الطالبين لك بأداء المهمات أو المدراء / تسارع الحوادث والأحداث / التردد / التسويف / الكسل / سوء التخطيط والتقدير / الاغتراب.

ضغوط روحية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

سيطرة مصالح المادة في كل العلاقات / ضعف الوشائج الروحية مع المحيط / التفاخر / التكبر / الغرور / الأنانية / الحسد / الطبقية.

ضغوط تشريعية قانونية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

ترادف قوة فرض قوانين حقوق جنس «ذكر/أنثى» على حساب جنس آخر / تضارب المصالح / الثرثرة في ما لا يعني الشخص… إلخ.

ضغوط صحية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

توفر العلاج والخدمات الطبية / تكاليف العلاج المالية المتصاعدة / متطلبات الرعاية الصحية… إلخ.

ضغوط نبوءات مستقبلية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

كثرة الحروب في دول وأقاليم مجاورة / تكاثر عدد النازحين من دول الصراعات، وما يَفْرِزُ وجودهم من تصاعد نسب الجرائم / الخوف أو توجس الخيفة بشكل مستمر على العملة ووضع الأمن داخل منطقة جغرافية ما.

ضغوط نفسية تنتج من عدة أسباب، ومنها:

ضغوط العمل / العلاقات المتوترة / الزواج الفاشل / الاستفزاز / الجلوس مع المنافقين / المماحكة / الاستفزاز.

الضغوط لها تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، وحتى التفكير بالانتحار؛ وعلى الصحة الجسدية: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب؛ وعلى العلاقات: مثل المشاكل الزوجية أو العائلية؛ وعلى الأداء الوظيفي: مثل كثرة الغياب، وانعدام الإنتاجية، أو شرود الذهن.

حديثًا، طرأ متغيرٌ جديد في معادلة الضغوط، وهو ضغوط العالم الرقمي، حيث المقارنة، أو التفاخر، أو الدعوة المفرطة للاستهلاك، أو استجداء اللايكات، واستعطاء تكثير عدد المتابعين.

حلول ومخارج

ليس هناك حل سحري لأي معضلة، وإنما يوجد إيمان، وقناعات، ورضا، وإرادة تريد المعالجة من أي تعثر، والنهوض مجددًا. البعض من الناس يعتقد بأن حماية النفس من القلق هو بالانغماس في الترفيه ومشاهدة مقاطع فيديو مضحكة باستمرار حد الإدمان، والبعض الآخر يعتقد بأن النوم لساعات طويلة، أو السهر ليلًا، أو تناول المخدرات، أو شرب المسكرات، أو التردد على الفاجرات. والبعض الآخر يرى أن الحل يُبنى على الوعي وفهم الواقع، وتفكيك التحديات إلى عناصرها الأولية، والعمل على معالجتها بالترتيب، والإيمان بالله، والرضا بالقضاء والقدر، وحسن الاختيار للأصدقاء، والعناية بالنفس.

الاستراتيجيات السليمة للتعامل مع الضغوط النفسية:

1. بمجرد تشخيص أو التعرف على الأسباب، يجب أولًا الابتعاد عن مواطن وبؤر التوتر، سواء أفراد أو أعمال أو أنشطة أو أماكن، وهذه هي الخطوة الأساسية.

2. تحديد ووضع الاستراتيجيات السليمة للتعامل مع الضغوط، ثم الاستعانة بالآباء، والإخوان، والأقارب، والأصدقاء الأعزاء طلبًا للمساعدة عند الضرورة.

همسة: قال تعالى «ليبلوكم» في عدة مواضع فتأملها واستنطق العمل المطلوب:

قال تعالى:

﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [المائدة: 48]

﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام: 165]

﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ [هود: 7]

﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك: 2]