آخر تحديث: 25 / 9 / 2025م - 2:37 ص

أطباء الأسرة… حُرّاس الصحة الشاملة

يا أطباء الأسرة، يا حُرّاس الأبواب الأولى،
‏يا من تقفون عند العتبة بين الإنسان ووجعه،
‏بين السؤال وطمأنينته،
‏بين الخوف ورجاء الشفاء.

‏أنتم حجر الزاوية في بناء الطب،
‏اليد الأولى التي تمتد،
‏والعين التي تُبصر في الظلام،
‏والقلب الذي يقرأ ما وراء الشكوى،
‏قبل أن تنطق به الشفاه.

‏ليست مهمّتكم وصفة دواء وحسب،
‏بل رسالة تمتد من المهد إلى اللحد،
‏ترسمون بها مسيرة عمرٍ كامل،
‏وتكتبون على دفاتر الأيام تاريخ الصحة،
‏وتفتحون أبواب الأمل كلما ضاق المدى.

‏يا من تتسع صدوركم لكل الأعمار،
‏من بكاء وليدٍ في مهده،
‏إلى ارتعاشة يد شيخٍ يتكئ على عصاه،
‏ترافقون الإنسان في رحلته الطويلة،
‏تراقبون نموّه،
‏وتعدّون أنفاسه،
‏وتصونون صحته كما يصون الراعي قطيعه.

‏أطباء الأسرة…
‏أنتم الحكماء الذين ينسجون الخيوط بين التخصصات،
‏لا تنظرون إلى عضوٍ منعزل،
‏بل إلى إنسانٍ كامل،
‏تقرؤون حكاية جسده،
‏وتفكّون رموز أوجاعه،
‏كأنكم شعراء في عيادة،
‏وخطباء على منبر الرحمة.

‏أنتم مدرسة الوقاية،
‏تحملون في أيديكم مصابيح التطعيم،
‏تزرعون في العقول بذور الوعي،
‏تحذّرون من التدخين،
‏وتُرشدون نحو غذاءٍ متوازن،
‏وتذكّرون أن الرياضة صلاة الجسد،
‏وأن النوم دعاءٌ للدماغ بالراحة.

‏أنتم معلمو الصحة،
‏تعرفون أن المعرفة دواء،
‏فتبسطون للناس علمكم بعباراتٍ واضحة،
‏تغرسون في كل قلبٍ يقينًا أن الفهم شفاء،
‏وأن الوقاية خير من ألف علاج.

‏يا أطباء الأسرة،
‏أنتم نهرٌ يتدفّق في صحراء العجز،
‏وجسرٌ يُعبر به الناس إلى ضفة الأمان،
‏أنتم كالأشجار التي تظلّل الطرقات،
‏يعبر تحتها المارة،
‏ولا يشعرون أنهم في أمانٍ إلا بظلّها.

‏أنتم الذين تكتمون أسرار المرضى،
‏وتحملون أوجاعهم كحُرّاسٍ أوفياء،
‏تجلسون معهم كأصدقاء،
‏وتقفون معهم كحُماة،
‏وتفكّرون معهم كآباء وأمهات،
‏وأنتم في النهاية الأطباء الذين لا يخذلون.

‏في قلوبكم تتسع المدن،
‏وفي دفاتركم تُكتب القصص،
‏قصة طفلٍ تعافى من الربو،
‏قصة امرأةٍ تجاوزت قلقها،
‏قصة شيخٍ وجد الراحة في آخر العمر.

‏أطباء الأسرة…
‏يا حُرّاس الصحة الشاملة،
‏يا من تجعلون من غرفة صغيرة في مركزٍ صحي،
‏عالمًا يتسع للإنسان كله،
‏يا من تُعيدون تعريف الطب،
‏فتجعلونه رعايةً،
‏ورحمةً،
‏وإنسانيةً قبل أن يكون أدوية وتحاليل.

‏أنتم صوت المستقبل في رؤية الأوطان،
‏ركيزة ???? في سطورها الطموحة،
‏أنتم ضمانٌ أن المجتمع بخير،
‏وأن التنمية لا تقوم إلا على أجسادٍ معافاة.

‏أنتم الحكماء في زمن التخصصات المتشعبة،
‏أنتم الجسر الذي يربط المريض بالاستشاري،
‏أنتم الأمل الذي يطفئ نيران الطوارئ،
‏أنتم الروح التي تجعل النظام الصحي ينبض بالحياة.

‏فيا أطباء الأسرة،
‏سلامٌ على قلوبكم التي وسعت كل هذا الثقل،
‏سلامٌ على عيونكم التي رأت البعيد والقريب،
‏سلامٌ على علمكم الذي جمع الشتات،
‏سلامٌ على رحمتكم التي سبقت المشرط والدواء.

‏في كل طفلٍ يضحك،
‏وفي كل أمٍّ تطمئن،
‏وفي كل مسنٍّ يستعيد أنفاسه،
‏هناك بصمة لطبيب أسرة،
‏هناك ظلّ لا يزول،
‏وهناك شكرٌ لا ينقطع.

‏يا حُرّاس الصحة الشاملة،
‏أنتم أكثر من أطباء…
‏أنتم حكاية مجتمع،
‏أنتم شعرٌ يُكتب بمداد العافية،
‏أنتم قصيدة الحياة،
‏وأنتم معنى الشفاء.

استشاري طب أطفال وحساسية