آخر تحديث: 25 / 9 / 2025م - 2:37 ص

ترجلت الشهامة «1»

أحمد رضا الزيلعي *

ترجلت الشهامة [1] 


هذه مشاعر نسجها القلب في وداع خالنا الحبيب حسن محمد خرشان رحمه الله، لكنها مشاعر تقف حائرة أمام رجلٍ لا يفي الرثاء بحقه، ذلك الشهم الذي عرفه القريب والبعيد بخلقه الرفيع وابتسامته الصادقة التي كانت تبعث الطمأنينة في النفوس. وما يزيد لوعة الفقد أن الرثاء لا يُقال إلا بعد التسليم بمرارة الفراق، فهكذا جرت هذه القصيدة دمعةً ووفاءً، تنطق بما عجز اللسان عن بيانه، وتُجدد الحزن كلما ترددت حروفها:

‏أرثيك
أم أرثي الرجولة والندى
يا نهر خلقٍ
يرتوي منه المدى

‏يا خال [2] 
فقدك جمرة الحزن التي
تكوي شغاف القلب
.. وجداً مُكمِدا

‏من مشرق الأفياء
أرسل دمعتي
غيثاً يراوح قبرك النائي
شذا

‏يا ناسج القول الرخيم
… سماحةً ‏
لحديثك المعسول
قد شاق الصدى [3] 

‏يا واصلاً
.. ما ناله داء الجفا
أرنو إلى ملقاك في شهر الهدى

‏مع فرحة الإفطار
.. فرحة قربكم
حيث الفؤاد معانقاً صبحاً بدا

‏والعيد أنت به
لقاءٌ يرتدي ثوب التغاريد
اغتباطاً نُضِّدَا

‏إيهٍ رزين النفس
.. غابت بسمةٌ
‏فالقبر باعد خُبْرنا والمبتدا

‏ وعفيفةٌ [4] ، عباسُها مترجلٌ
‏عن صهوة الجسم العليل
وقد حدا

‏تبكي
تحف بها همومٌ طالما
‏كُشفت
وأنت عميدها يا مفتدى

حاطت بها
أبناء أمك لوعةً
وبنو أبيك
وصالها طباً غدا

ما يُسْكن الأحزان
أنك راقدٌ بجوار "ناثر جوده"
.. لا يُبتدا

[1]  الشهامة هي مزيج من النبل وعزة النفس والذكاء وحسن تدبير الأمور، وتتضمن حرص الشخص على القيام بالأعمال العظيمة والنبيلة، والسعي لتوقُّع ذكرٍ جميلٍ وثناءٍ عند الحقِّ والخلق. وهي صفة تدفع صاحبها إلى الشجاعة والكرم وتقديم المساعدة للآخرين دون انتظار مقابل، وتُمثّل مظهرًا من مكارم الأخلاق.

[2]  الخال هو أخ الأم

[3]  شاقه الحُبُّ هاجه وحرّك نفسَه: - شاقته رؤيةُ الحبيب، - شاقني أسلوبُ الأديب: هاجني وأطربني.

شاق إلى رفيقه في السَّفر/ شاق لرفيقه في السَّفر: نزعت إليه نفسُه وتعلّق به قلبه: - شاق إلى شَيْخه.

[4]  شقيقته أمي الكبرى.
مهندس مشروع والتخطيط - مدير مشروع معتمد من PMI