أب يسأل وأخصائي نفسي يجيب: كيف تتعامل مع ابنك الهادئ دون أن تجرحه؟

قدّم الأخصائي النفسي أحمد آل سعيد رؤية متكاملة للآباء والأمهات حول كيفية التعامل الأمثل مع أبنائهم خلال مرحلة المراهقة.
وشدد على أن فهم طبيعة هذه المرحلة بمختلف أشكالها يعد حجر الزاوية لبناء علاقة إيجابية ومستقرة، وتجنب الصدامات التي قد تعصف بالاستقرار الأسري.
وأوضح آل سعيد أن استفسارًا ورده من أحد الآباء حول طريقة التعامل المثلى مع ابنه المراهق الهادئ والمطيع، دفعه إلى تقديم إطار عمل شامل لمساعدة الأسر على عبور هذه الفترة الحرجة بسلام.
وأشار إلى أن لكل مرحلة عمرية وشكل سلوكي في فترة المراهقة أسلوب تعامل خاص، وأن التعميم في التوجيه قد يأتي بنتائج عكسية.
وبيّن الأخصائي النفسي أن المراهقة تمر بثلاث مراحل زمنية رئيسية، تبدأ بالمراهقة المبكرة التي قد تظهر عند الذكور في عمر الثانية عشرة، ولدى الإناث في سن العاشرة.
وقال تليها المراهقة المتوسطة في عمر الخامسة عشرة للفتيان والثالثة عشرة للفتيات، وصولًا إلى المراهقة المتأخرة التي تبدأ عادةً في سن السابعة عشرة للأولاد والخامسة عشرة للبنات، مع إمكانية تأخرها لعام أو عامين.
وعلى صعيد الأنماط السلوكية، صنّف آل سعيد المراهقة إلى أربعة أشكال رئيسية لتمكين الآباء من تشخيص حالة أبنائهم بدقة.
وأوضح أن هناك ”المراهقة المعتدلة“ التي يتسم أصحابها بالهدوء والاتزان، ولا يصدر منهم سلوكيات إشكالية، وهو النمط الذي انطبق على ابن الأب السائل.
وأضاف أن هناك أشكالًا أخرى تتطلب وعيًا أكبر، مثل ”المراهقة الانطوائية“ التي يميل فيها المراهق إلى العزلة والخجل، وهي أكثر شيوعًا بين الفتيات.
وأشار إلى ”المراهقة العدوانية“ التي تتسم بالمشاكسة وإثارة المشاكل في المنزل والمدرسة، وتنتشر بشكل أكبر بين الأولاد. أما الشكل الأخطر، فهو ”المراهقة المنحرفة“ التي تتميز بالتمرد على القيم المجتمعية والأخلاقية، وتظهر بنسب متساوية بين الجنسين.
واختتم آل سعيد حديثه بتقديم قاعدته الذهبية التي يوصي بها دائمًا في عيادته ومحاضراته، مؤكدًا أن على الوالدين السعي بكل السبل لكسب ابنهما المراهق وجعله صديقًا مقربًا.
وأضاف في حال لم يتمكنا من تحقيق ذلك، فإن الأهم هو ألا يخسراه ويحّولاه إلى عدو، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على خطوط التواصل مفتوحة وتجنب القطيعة مهما كانت الظروف.