آخر تحديث: 25 / 9 / 2025م - 2:37 ص

دراسة: ”أوزمبيك“ قد يحمي مرضى السكري من العمى

جهات الإخبارية

كشفت دراسة علمية حديثة عن بارقة أمل جديدة لملايين المصابين بداء السكري حول العالم، حيث أظهرت أن المادة الفعالة ”سيماجلوتيد“، المستخدمة في عقاري ”أوزمبيك“ و”ويغوفي“، قد تلعب دوراً محورياً في حماية العينين من اعتلال الشبكية السكري، وهو أحد أخطر مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.

وتكتسب هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة Pharmaceutics المرموقة، أهمية بالغة في ظل الأرقام المقلقة الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري، والتي تشير إلى أن ما يقارب 11% من سكان العالم يعانون من مرض السكري.

وبين أن حوالي 40% من هؤلاء المرضى معرضون لخطر الإصابة باعتلال الشبكية نتيجة تلف الأوعية الدموية الدقيقة في العين.

وفي تفاصيل الدراسة المعملية، التي أجريت على خلايا بشرية من بطانة شبكية العين، وجد الباحثون أن الخلايا التي عولجت بعقار سيماجلوتيد أبدت مقاومة استثنائية للإجهاد التأكسدي، وهو الآلية الرئيسية المسببة لتلف الخلايا.

وأظهرت النتائج انخفاضاً هائلاً في معدلات الموت الخلوي المبرمج من حوالي 50% في الخلايا غير المعالجة إلى 10% فقط في الخلايا المعالجة، مصحوباً بتراجع كبير في مستويات الجذور الحرة الضارة.

ولم تتوقف النتائج الواعدة عند هذا الحد، بل لاحظ الفريق البحثي أن الجينات المسؤولة عن إنتاج مضادات الأكسدة الطبيعية داخل الخلايا أصبحت أكثر نشاطاً، مما يشير إلى قدرة العقار ليس فقط على الحماية، بل على تحفيز آليات الإصلاح الذاتي للخلايا، الأمر الذي قد يساهم في تحسين البصر لدى المرضى.

وأوضحت الدكتورة يوانا أناستاسيو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن هذه النتائج الأولية تبعث على التفاؤل، حيث تشير إلى أن هذه الفئة من الأدوية لا تسبب ضرراً لخلايا الشبكية، بل قد توفر حماية فعالة، خاصة في المراحل المبكرة من المرض.

وأكدت في الوقت ذاته على ضرورة الانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية للتحقق من هذه الفعالية على المرضى مباشرة.

من جانبه، علّق طبيب العيون الأمريكي بنجامين بيرت بأن الميزة الأبرز لهذه الدراسة هي إثباتها لآلية الحماية ضد الإجهاد التأكسدي، مما قد يفتح الباب مستقبلاً لاستكشاف استخدام ”سيماجلوتيد“ في علاج أمراض أخرى تصيب العين وتتأثر بنفس الآلية.

وأكد أخصائي الشبكية الدكتور جوناثان غلوث أن ما ورد في الدراسة يتوافق مع ملاحظاته السريرية اليومية على المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية، داعياً إلى إجراء أبحاث تقارن بين فعاليتها والعلاجات التقليدية المتاحة حالياً كالحقن داخل العين والليزر.