الشيخ البن سعد: معيار القرب من أهل البيت ليس بالشعارات بل بالاقتداء العملي
حذر الشيخ عبدالجليل البن سعد من تحول علاقة بعض المسلمين بأهل البيت إلى مجرد اكتفاء بالشعائر والطقوس الموسمية، مؤكداً أن المظاهر الشكلية كارتداء السواد واللطم في شهر محرم تفقد قيمتها إذا لم تقترن بجوهر رسالتهم المتمثل في الالتزام السلوكي والأخلاقي.
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام الحسين
ببلدة الحليلة، أوضح البن سعد أن مواقف الناس من أهل البيت تتخذ مسارات متعددة، فهم ليسوا على نهج واحد.
وبيّن أن هناك من يعاديهم صراحة، وآخرون يقفون على مسافة بعيدة دون معرفة أو اهتمام، وفئة ثالثة لا تتذكرهم إلا عند الشدائد والمصائب طلباً للحاجات.
وتناول الشيخ البن سعد قضية التساؤلات المثارة حول صحة الأسانيد والروايات، معتبراً أنها مشروعة ومطلوبة إذا بقيت في إطارها العلمي المتخصص.
لكنه نبه إلى أن طرحها خارج هذا السياق قد يثير الشكوك والريبة، وقد تُستغل كذريعة للتشكيك في الثوابت، مؤكداً في الوقت ذاته أن السؤال الموضوعي الذي ينطلق من رغبة صادقة في التثبت واليقين هو أمر محمود ومطلوب.
وأضاف أن مراتب الناس في علاقتهم بأهل البيت متفاوتة، فهناك من يحصرها في هوية اجتماعية أو طقوس استعراضية، وهناك من ينشغل بتعلم علومهم ومعارفهم لكنه لا يعمل بها أو يسعى لنشرها بين الناس.
وفي مقابل هذه الفئات، شدد البن سعد على وجود قلة نادرة وصفها ب ”الكبريت الأحمر“، وهي التي تمثل أهل البيت تمثيلاً حقيقياً وصادقاً.
وأوضح أن هذه الفئة تتميز بالانقياد التام لتعاليمهم في العلم والأخلاق، والأهم من ذلك، في تحقيق جوهر رسالتهم وهو توحيد الله عز وجل.
وأكد على أن هؤلاء النادرين هم الامتداد الحقيقي لنهج آل محمد، وهم الذين يعكسون منزلتهم الحقيقية للناس. فالقرب منهم لا يقاس بالمظاهر والشعارات، بل بالتربية الدينية الراسخة، والاقتداء العملي الذي يرسخ عقيدة التوحيد في القلوب وينعكس على السلوك اليومي للفرد.













