«حامض حلو».. كرنفال اقتصادي ينعش صفوى ويبرز كنوز «الأسر المنتجة»
تحولت ساحات مدينة صفوى إلى كرنفال اقتصادي نابض بالحياة مع انطلاق مهرجان ”حامض حلو“، ليصبح منصة استراتيجية تجمع بين عراقة الزراعة العضوية وإبداعات الأسر المنتجة، موفراً منافذ تسويقية مباشرة تدعم نمو الأعمال الصغيرة وتعزز الحراك التجاري في المنطقة.
أكد النحال علي آل خميس، أن المهرجان بدأ بداية قوية ومبشرة بفضل التنظيم الاحترافي واختيار الموقع الحيوي، مشيراً إلى توافد العائلات بكثافة منذ الساعات الأولى، مما يعكس تعطش المجتمع لمثل هذه الفعاليات التي تمزج التسوق بالترفيه.
وبرز الدعم الحكومي كركيزة أساسية لنجاح المشاركين، حيث أوضح النحال حسين النويصر، القادم من الأحساء بخبرة 15 عاماً، أن وزارة البيئة والمياه والزراعة قدمت خدمات لوجستية متكاملة للنحالين، شملت توفير العبوات والملصقات وإجراء تحاليل مخبرية مجانية لضمان جودة وتنافسية العسل المحلي.
واستعرض النويصر تشكيلة فاخرة من إنتاجه شملت عسل السدر والمنغروف والطلح وحبة البركة، إلى جانب منتجات العكبر وشمع العسل، مثمناً دور بلدية صفوى في فتح آفاق تسويقية جديدة للمنتجين من خارج المنطقة.
وفي سياق الجودة العالمية، كشفت النحالة ابتهال العوامي عن حصول منتجاتها من عسل السدر والطلح على تصنيف ”البلاتينيوم“ الدولي، مستعرضة خط إنتاج موازي يشمل كريمات طبيعية وصابوناً خالياً من الكيماويات، مما يعكس تطور الصناعات التحويلية لدى الأسر المنتجة.
ورسخ المهرجان مفهوم الاستدامة البيئة عبر مشاركة مزرعة ”الدر“ العضوية، حيث أكد مالكها شكري آل سيف التزام المزرعة بالإنتاج العضوي بنسبة 100% دون أي مدخلات كيميائية، مما جعل منتجاتهم من الخضروات والورقيات الخيار الأول للمستهلكين الباحثين عن الصحة والمذاق الأصيل.
وفاجأ ”آل سيف“ زوار المهرجان بمنتجات تحويلية مبتكرة، شملت ”آيس كريم“ مصنوعاً من خضروات المزرعة، بالإضافة إلى الطماطم المجففة والمخللات والجرانولا، مؤكداً أن هذه الصناعات تضفي قيمة مضافة للمنتج الزراعي المحلي.
واستعادت بتول آل سيف، عبق الماضي عبر مشروع مستوحى من إرث جدها الذي امتد لأربعين عاماً في خبازة التنور، حيث دمجت في مخبوزاتها بين الوصفات الفلسطينية التقليدية والنكهات المحلية، لتقدم منتجاً عصرياً بروح تراثية.
روت يقين إسحاق، قصة نجاح ملهمة بدأت كهاوية وتطورت عبر 15 عاماً من التعلم الذاتي والدورات المتخصصة، لتتحول إلى رائدة أعمال تنتج قطع كروشيه فنية ضخمة، مرجعة الفضل في استمراريتها لدعم عائلتها وإصرارها على التطور.
وشاركت الحرفية فتحية آل صلاح لأول مرة في مهرجان بصفوى، مستعرضة مهاراتها في دمج فن الكروشيه مع خياطة سعف الخوص والتطريز، ومؤكدة أن الحرف اليدوية لا تزال تجد رواجاً كبيراً وتطمح للتوسع عبر مثل هذه المنصات الجماهيرية.
وركزت فتحية العبيدي من خلال متجرها الشعبي على تعزيز الهوية الثقافية، موفرة مستلزمات المناسبات التراثية كليالي الحناء والقرقيعان، بالإضافة إلى تصميم تيجان وإكسسوارات بأسعار في متناول الجميع، مما يسهل على العائلات إحياء التقاليد بتكلفة معقولة.
وأضفى محمد خضر طابعاً عالمياً على المعروضات في أول مشاركة له، مقدماً منتجات آسيوية متنوعة من حقائب وإكسسوارات وبسكويت، ومعرباً عن تفاؤله بمستقبل مشروعه الصغير في ظل الإقبال الجيد الذي شهده المهرجان.





















