آخر تحديث: 15 / 12 / 2025م - 11:18 م

سماء العرب تتزين الليلة ب «التوأميات».. عرض كوني يخطف الأنظار حتى الفجر

جهات الإخبارية

تتحول سماء الوطن العربي، بدءاً من منتصف ليل اليوم السبت 13 ديسمبر وحتى فجر الأحد، إلى مسرح لعرض كوني خلاب، حيث تبلغ زخة ”شهب التوأميات“ ذروة نشاطها السنوي، في ظاهرة فلكية مميزة ينتظرها الهواة والمختصون، إذ تخترق الغلاف الجوي للأرض بغزارة استثنائية مصدرها الكويكب الصخري ”فايثون“، واعدةً بمشاهدة كرات نارية لامعة رغم تحديات الإضاءة القمرية.

وأكد المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن سماء المنطقة على موعد مع واحدة من أغزر زخات الشهب السنوية، والتي ستبدأ ذروتها الفعلية بعد ساعات قليلة من الآن، لترسم لوحات ضوئية متحركة تستمر حتى ساعات الصباح الأولى.

وأوضح أبو زاهرة أن ”التوأميات“ تمتاز هذا العام، كما هو عهدها، بكثافتها العالية وسطوع شهبها اللافت، مما يجعلها قادرة على تقديم عرض سماوي مبهر، رغم وجود القمر في وقت متأخر من الليل، والذي قد يؤثر جزئياً على رؤية الشهب الخافتة جداً.

ونصح رئيس فلكية جدة الراصدين بتوجيه أنظارهم نحو الأفق الشمالي الشرقي تحديداً، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التلوث الضوئي للمدن والتوجه إلى المناطق المظلمة لضمان رصد أوضح للشهب وهي تحترق في طبقات الجو العليا.

وبينت الجمعية أن نقطة انطلاق الشهب ظاهرياً ستكون بالقرب من النجم اللامع ”كاستور“ في كوكبة التوأمان، إلا أن ومضاتها السريعة قد تظهر في أي جزء من السماء، حيث تحترق على ارتفاعات شاهقة تتراوح بين 70 و100 كيلومتر فوق سطح الأرض.

وكشفت التقديرات الفلكية أن المعدل النظري للشهب قد يصل في الظروف المثالية إلى 120 شهاباً في الساعة، لكن الواقعي للراصدين الليلة قد يتراوح بين 40 و60 شهاباً في الساعة، وهو رقم يظل كبيراً ومحفزاً للمشاهدة مقارنة بالزخات الأخرى.

وتنفرد ”التوأميات“ عن غيرها من الزخات الشهابية بكون مصدرها ليس مذنباً، بل الكويكب الصخري ”3200 فايثون“، الذي يلقبه العلماء ب ”المذنب الصخري“ لطبيعته الجيولوجية النادرة وسلوكه غير المألوف في النظام الشمسي.

وأرجعت الدراسات سبب هذه الزخة إلى اقتراب الكويكب ”فايثون“ بشكل كبير من الشمس لمسافة تبلغ نحو 21 مليون كيلومتر فقط، مما يؤدي لتسخين سطحه وتفتته، مخلفاً وراءه حزاماً من الغبار تتقاطع معه الأرض سنوياً في ديسمبر.

وتترقب الأوساط العلمية إطلاق وكالة الفضاء اليابانية لمسبار ”ديستيني +“ بحلول عام 2030، في مهمة خاصة لكشف أسرار هذا الكويكب الغامض ودراسة الغبار المنبعث منه بشكل أدق لفهم آلية تشكل هذه الشهب.

وطمأن أبو زاهرة الجمهور بأن هذه الشهب، التي قد تنتج أحياناً كرات نارية شديدة السطوع تفوق الشهب العادية، لا تشكل أي خطر على سكان الأرض، حيث تتلاشى كلياً قبل وصولها إلى السطح.

ودعا عشاق الطبيعة والفلك في المملكة والوطن العربي لاغتنام الفرصة الليلة، والاستمتاع بمراقبة السماء، وتوثيق هذا الحدث الذي يجمع بين الجمال البصري والإعجاز الكوني.