كيف تعاملت بريطانيا مع الملك عبد العزيز بعد ضم الأحساء والقطيف؟

كشفت الدكتورة نوير العميري، أستاذة التاريخ الحديث، عن تفاصيل حول بدايات العلاقة بين الملك عبد العزيز وبريطانيا، مُشيرةً إلى أن ضم الملك عبد العزيز للأحساء والقطيف كان نقطة تحولٍ رئيسية في هذه العلاقة.
وأوضحت العميري أن توسع نفوذ الملك عبد العزيز ووصوله إلى الشاطئ الغربي للخليج العربي، جعله على تماس مباشر مع مناطق النفوذ البريطاني في الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في الكويت وقطر والبحرين. هذا التمدد الجغرافي، تزامن مع تنامي النفوذ الألماني في المنطقة، ما أثار قلق بريطانيا ودفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة.
وأضافت الدكتورة العميري أن بريطانيا أدركت أهمية التعامل مع هذا الجار الجديد والقوي، وسعت إلى التقارب معه، سواء من خلال بناء تحالف استراتيجي أو إقامة علاقات صداقة وتعاون.
وفي سياق متصل، أشارت العميري إلى أن أول اتصال رسمي موثق بين الجانبين تم في أواخر عام 1913 م ”1331 ه“، عندما أوفدت الحكومة البريطانية وكيلها السياسي في البحرين للقاء الملك عبد العزيز في ميناء العقير. وقد تمحور اللقاء حول المخاوف البريطانية من احتمالية امتداد النفوذ الألماني من العراق وصولًا إلى منطقة الخليج العربي، كما شهد اللقاء طرح أسس أولية للتعاون المستقبلي بين الملك عبد العزيز وبريطانيا.