متى تستطيع الحامل الصيام؟ وما البدائل الصحية الغذائية والرياضية في رمضان؟

أكد استشاري جراحة أمراض النساء والتوليد، د. فارس مدهش، أن مسألة صيام المرأة الحامل خلال شهر رمضان تثير العديد من التساؤلات بين السيدات، مشيرًا إلى أن الإجابة على مدى أمان الصيام تختلف من امرأة لأخرى وفقًا لحالتها الصحية وعمر الحمل.
وأوضح أن الحالة الصحية للأم تعد عاملاً حاسمًا في تحديد قدرتها على الصيام، فإذا كانت تعاني من السكري، سكري الحمل، ارتفاع ضغط الدم أو فقر الدم، فقد يكون الصيام غير آمن بالنسبة لها، كما أن عمر الحمل يلعب دورًا مهمًا، حيث يمكن أن يكون الصيام مرهقًا في الأشهر الأولى بسبب الغثيان، أو في الأشهر الأخيرة بسبب احتمالية حدوث ولادة مبكرة.
لكن بالنسبة للمرأة الحامل التي لا تعاني من أي مشكلات صحية وتكون في الثلث الثاني من الحمل، وهو الأكثر استقرارًا، فإن الصيام يمكن أن يكون آمنًا بإذن الله، مع ضرورة استشارة الطبيب أولًا لمناقشة جميع العوامل الصحية.
وأشار ”مدهش“ إلى أن الحامل الصائمة يجب أن تركز على جودة الطعام أكثر من كميته، مع ضرورة شرب الماء تدريجيًا من الإفطار إلى السحور بمعدل 3 لترات يوميًا، مع تجنب المشروبات المحلاة والعصائر الصناعية.
ونصح بتجنب الأطعمة التي تزيد الشعور بالعطش مثل الموالح والمخللات، إضافة إلى الحد من تناول الكافيين الموجود في الشاي والقهوة لتقليل خطر الجفاف.
شدد على ضرورة التقليل من الدهون والتوابل لتجنب مشكلات الحموضة، والاعتماد على بدائل غذائية صحية مثل الفواكه الغنية بالماء ”البطيخ، الخيار“، والكربوهيدرات المعقدة ”الخبز الأسمر، البرغل“ التي توفر طاقة مستدامة.
وأكد على أهمية الفيتامينات والمكملات الغذائية الموصوفة من الطبيب، وعدم إهمال تناولها خلال شهر رمضان لضمان صحة الأم والجنين.
وفيما يتعلق بالمؤشرات التي تستدعي قطع الصيام فورًا، حذر ”مدهش“ من الاستمرار في الصيام حال حدوث دوخة شديدة، انخفاض في حركة الجنين، تقلصات أسفل البطن، أو قيء مستمر، مشددًا على أهمية الراحة وزيارة الطبيب فورًا إذا استمرت هذه الأعراض.
ونصح بممارسة التمارين الهوائية الخفيفة مثل المشي أو اليوغا لمدة 20-30 دقيقة يوميًا، مع ضرورة تجنب الرياضات العنيفة والتصادمية.
وأوضح أن أفضل وقت لممارسة الرياضة هو بعد الإفطار، حيث يكون الجسم قد استعاد طاقته، ما يساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل مشكلات الإمساك التي تعاني منها بعض السيدات الحوامل.