”الصحة“ تحذر: إيقاف علاج ثنائي القطب قد يقود للانتحار

أكدت وزارة الصحة، أن اضطراب ثنائي القطب هو أحد اضطرابات الدماغ التي تؤدي إلى تغيرات شديدة وغير اعتيادية في مزاج الشخص ومستوى طاقته وقدرته على القيام بمهامه اليومية.
وتزامناً مع اليوم العالمي لاضطراب ثنائي القطب الذي يصادف الثلاثين من مارس كل عام، أكدت وزارة الصحة على أن هذا الاضطراب يُعد من الاضطرابات النفسية الشائعة على مستوى العالم.
وأوضحت وزارة الصحة، عبر منصاتها التوعوية، أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن ما يقارب 46 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطراب ثنائي القطب.
وأوضحت أن هذا الاضطراب يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية والمهنية.
ولفتت الوزارة الانتباه إلى الصعوبات التي تعترض طريق هؤلاء المرضى، والتي لا تقتصر فقط على تحديات التشخيص الدقيق والحصول على العلاج المناسب، بل تشمل أيضاً معاناتهم من التمييز والوصمة الاجتماعية التي قد تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وفرصهم في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية.
وذكرت أن هذه التقلبات تظهر على شكل نوبات مزاجية قد تستمر لعدة أيام أو أسابيع، وتتراوح بين فترات من الهوس أو الابتهاج المفرط وزيادة الطاقة، وفترات أخرى من الاكتئاب الشديد الذي يتسم بالحزن واليأس وفقدان الاهتمام.
وفيما يتعلق بأسباب الاضطراب، أشارت ”الصحة“ إلى أن السبب الدقيق للإصابة به لا يزال غير مفهوم تمامًا، لكن يعتقد أن هناك تفاعلاً بين عوامل وراثية وبيولوجية وبيئية.
ومن ضمن العوامل المحتملة وجود اختلال في توازن النواقل الكيميائية في الدماغ، بالإضافة إلى دور الضغوط النفسية الشديدة أو التجارب الحياتية الصعبة كعوامل قد تساهم في تحفيز ظهور الأعراض لدى الأشخاص المهيئين وراثياً.
وحذرت الوزارة بشدة من مخاطر التوقف عن تلقي العلاج الموصوف أو استخدامه بطريقة غير صحيحة، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل تفاقم الأعراض، وزيادة خطر التفكير في الانتحار أو محاولته، واحتمالية اللجوء إلى تعاطي المخدرات أو الكحول كوسيلة للتأقلم مع الحالة.
وأكدت ”الصحة“ أن تشخيص اضطراب ثنائي القطب يعتمد على تقييم دقيق للأعراض والتاريخ المرضي والنفسي للشخص.
وأشارت إلى أن الخطة العلاجية عادة ما تكون متعددة الجوانب وتشمل استخدام الأدوية، وخصوصًا المثبتة للمزاج، للتحكم في التقلبات الحادة، بالإضافة إلى العلاج النفسي ”مثل العلاج السلوكي المعرفي“، وتبني نمط حياة صحي يشمل النوم المنتظم والتغذية المتوازنة والنشاط البدني، للمساعدة في إدارة الأعراض بشكل فعال وتحسين نوعية حياة المصابين.
وأشارت إلى وجود تحديات كبيرة تواجه المصابين به. وفي السياق ذاته، شدد مختصون في الصحة النفسية على تعقيد الحالة وأهمية تضافر الجهود المجتمعية والأسرية لدعم المصابين وتحسين جودة حياتهم.