آخر تحديث: 27 / 4 / 2025م - 12:07 ص

دراسة تربط الاستخدام المطول لمضادات الاكتئاب بزيادة خطر الموت القلبي المفاجئ

جهات الإخبارية

كشفت دراسة طبية حديثة، عُرضت نتائجها الأولية ضمن فعاليات المؤتمر العلمي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب، عن وجود ارتباط ملحوظ بين استخدام مضادات الاكتئاب لفترات طويلة وزيادة خطر التعرض للموت القلبي المفاجئ.

وأشارت الدراسة، التي قادها فريق بحثي من مركز ”ريجشوسبيتاليت هيرتسينتريت“ المرموق في كوبنهاغن بالدنمارك، إلى أن هذا الخطر يتصاعد بشكل خاص لدى الأفراد في الفئة العمرية بين 30 و 59 عامًا.

وأوضحت الدكتورة جاسمين موجكانوفيتش، المشرفة الرئيسية على البحث، أن تحليل بيانات طبية وشهادات وفاة لمواطنين دنماركيين تتراوح أعمارهم بين 18 و 90 عامًا خلال عام 2010، أظهر أن تناول مضادات الاكتئاب لمدة تتراوح بين عام وخمسة أعوام قد يرتبط بزيادة خطر الموت القلبي المفاجئ بنسبة تصل إلى 56 بالمئة.

ووفقًا للنتائج، فإن هذا الخطر يتفاقم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين استمروا في استخدام هذه الأدوية لمدة ست سنوات أو أكثر، حيث تجاوزت نسبة الزيادة الضعف مقارنة بغير المستخدمين أو المستخدمين لفترات أقصر.

ولفتت الدكتورة موجكانوفيتش إلى أن الاستخدام الممتد لمضادات الاكتئاب قد يكون في حد ذاته مؤشرًا على معاناة المريض من اكتئاب حاد أو مزمن، وهي حالات نفسية معروفة بتأثيراتها السلبية المحتملة على صحة القلب والأوعية الدموية.

وأقرت بصعوبة الفصل التام بين التأثير الدوائي المباشر لمضادات الاكتئاب على القلب وبين التأثير غير المباشر للحالة الاكتئابية الشديدة التي استدعت هذا العلاج المطول، مما يجعل تحديد السبب والنتيجة بدقة أمرًا معقدًا يتطلب مزيدًا من البحث.

وفي سياق التعليق على هذه النتائج، أكد الدكتور تشنغ هان تشن، طبيب القلب التداخلي والمدير الطبي لبرنامج القلب الهيكلي بمركز ”ميموريال كير“ في كاليفورنيا، أن الدراسة تقدم ارتباطًا مثيرًا للاهتمام ولكنه لا يثبت علاقة سببية مباشرة.

وأشار إلى احتمالية تأثير بعض مضادات الاكتئاب على النظم الكهربائي للقلب، لكنه استبعد أن تكون هي العامل الوحيد المسؤول عن زيادة خطر الموت المفاجئ، مرجحًا وجود عوامل أخرى متداخلة.

من جهته، دعا الدكتور غرانت آر. سيمونز، رئيس خدمات نظم القلب في المركز الطبي بجامعة هاكنساك، إلى التعامل بحذر مع نتائج الدراسة، مشددًا على أنها لا تعني بالضرورة أن مضادات الاكتئاب هي السبب المباشر للوفيات القلبية المفاجئة المرصودة.

وأضاف أن عوامل أخرى مثل نمط الحياة، وجود أمراض مزمنة مصاحبة كارتفاع ضغط الدم أو السكري، قد تلعب دورًا محوريًا في زيادة هذا الخطر لدى مرضى الاكتئاب الذين يستخدمون هذه الأدوية.

وشدد الأطباء والباحثون المعنيون على أهمية عدم قيام المرضى بإيقاف تناول مضادات الاكتئاب الموصوفة لهم بشكل مفاجئ أو دون استشارة طبية متخصصة، نظرًا للمخاطر المحتملة للانسحاب أو انتكاس الحالة النفسية.

وأوصوا بضرورة إجراء مراجعة طبية شاملة وتقييم دوري للحالة الصحية، خاصة صحة القلب، للمرضى الذين يتناولون هذه الأدوية لفترات طويلة، وبشكل أخص أولئك الذين لديهم تاريخ مرضي سابق يتعلق بأمراض القلب.

وأكد الباحثون على الحاجة الماسة لإجراء دراسات مستقبلية أكثر تفصيلاً لاستكشاف الآليات البيولوجية الدقيقة التي قد تفسر هذا الارتباط الملحوظ بين مضادات الاكتئاب واضطرابات القلب، بهدف تحسين سلامة المرضى وتحقيق توازن أفضل بين الفوائد النفسية للعلاج والمخاطر الجسدية المحتملة.