”الغذاء والدواء“: التسمم الغذائي خطر يتطلب الحذر.. والنظافة والحرارة أساس الوقاية

أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء حملة توعوية رقمية موسعة تهدف إلى التعريف بمخاطر التسمم الغذائي، وتسليط الضوء على مسبباته المتنوعة، وتقديم إرشادات عملية وفعالة للوقاية منه.
وأوضحت الهيئة أن التسمم الغذائي يمثل حالة مرضية قد تنشأ عقب استهلاك طعام ملوث، مشيرة إلى أن هذا الطعام قد لا يُظهر أي علامات فساد واضحة للعين المجردة.
وأضافت أن تلوث الغذاء يمكن أن يحدث نتيجة لعوامل متعددة، منها التلوث الميكروبي الذي يشمل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، أو التلوث الكيميائي الناجم عن السموم الطبيعية أو الصناعية، بالإضافة إلى التلوث الفيزيائي الذي قد ينتج عن وجود شظايا زجاجية أو شعر أو أظافر أو حتى برادة حديد في الطعام.
وحول الأعراض المصاحبة، أكدت الهيئة أن العلامات الشائعة للتسمم الغذائي تتضمن ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم، وشعوراً بآلام في منطقة البطن، بالإضافة إلى القيء والغثيان والإسهال، الذي قد يكون مائياً أو مصحوباً بالدم في بعض الحالات.
وشددت على أن انتقال مسببات الأمراض عبر الغذاء يمكن أن يحدث خلال أي مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد الغذائي، بدءاً من الزراعة مروراً بالصناعة والتصنيع، ووصولاً إلى عمليات النقل والتخزين، وانتهاءً بمرحلتي التحضير والطهي في المنزل أو المنشآت الغذائية.
وفي سياق تقديم الحلول الوقائية، أوصت الهيئة بضرورة الالتزام بغسل اليدين بشكل جيد وكامل قبل البدء بتحضير الطعام وبعد الانتهاء منه.
وأكدت على أهمية حفظ الأطعمة المبردة عند درجة حرارة خمس درجات مئوية أو أقل، والحفاظ على الأطعمة الساخنة عند درجة حرارة ستين درجة مئوية أو أعلى، مع التشديد على عدم ترك الأطعمة المطبوخة في درجة حرارة الغرفة لمدة تزيد عن ساعتين لتجنب نمو الميكروبات.
وأضافت الهيئة إلى توصياتها ضرورة تطبيق مبدأ الفصل التام بين الأغذية النيئة، كاللحوم والدواجن والأسماك غير المطهوة، وبين الأغذية الجاهزة للأكل لمنع انتقال التلوث.
وأكدت على أهمية تعقيم وتنظيف الأسطح والأدوات المستخدمة في المطبخ بشكل دوري وفعال. وفي تحذير هام، نبهت الهيئة إلى خطورة غسل المواد الغذائية باستخدام الصابون أو أي نوع من المعقمات الكيميائية.
وتطرقت الهيئة بشكل خاص إلى نوع نادر وشديد الخطورة من التسمم يُعرف بالتسمم الوشيقي «البوتوليزم»، موضحة أنه ينتج عن سموم عصبية قوية تفرزها بكتيريا ”كلوستريديوم بوتولينوم“.
وأشارت إلى أن هذه البكتيريا تزدهر وتنتج سمومها في ظروف معينة، أبرزها البيئات الخالية من الأكسجين مثل الموجودة داخل المعلبات، خاصة تلك المُعدة منزلياً بطرق غير سليمة، بالإضافة إلى توفر درجات حرارة تتراوح بين 5 و 60 درجة مئوية، مع كون درجات حرارة الغرفة «بين 25 و 37 درجة مئوية» هي الأكثر ملاءمة لنشاطها.
وأفادت الهيئة بأن التسمم الوشيقي يمكن أن يظهر في أشكال مختلفة، منها النوع الذي يصيب البالغين نتيجة تناول طعام ملوث بالسموم، وشكل آخر يؤثر على الرضع الذين تقل أعمارهم عن اثني عشر شهراً، وغالباً ما يكون مرتبطاً بتناول العسل أو أطعمة أخرى ملوثة بأبواغ البكتيريا التي تنمو لاحقاً في أمعائهم.
ولفتت لخطورة هذا النوع، الذي تشمل أعراضه القيء والإسهال وضعفاً في عضلات الوجه قد يؤدي إلى صعوبة في البلع والتنفس، بالإضافة إلى الشعور بالتنميل في الأطراف وجفاف الحلق والفم.
وأكدت الهيئة على أهمية الالتزام بالطهي الجيد والكامل للأطعمة، والمحافظة على نظافة اليدين والأدوات المستخدمة، وتعقيم المعلبات المنزلية بشكل صحيح، وفحص المعلبات التجارية جيداً للتأكد من خلوها من أي انتفاخات أو صدأ أو تغيرات في شكلها الخارجي، مع ضرورة الفصل التام والمستمر بين الأطعمة النيئة وتلك الجاهزة للأكل، كإجراءات حاسمة للوقاية من هذا التهديد الصحي النادر والخطير.