الخبر تقفز 38 مركزًا وتحتل المرتبة 61 عالميًا في مؤشر المدن الذكية

حققت مدينة الخبر قفزة نوعية في مجال التنمية الحضرية الذكية، حيث ارتقت 38 مركزًا دفعة واحدة في تصنيف مؤشر المدن الذكية العالمي ”IMD“ لعام 2025، لتحتل بذلك المركز الحادي والستين على مستوى العالم.
يأتي هذا التقدم اللافت بعد عام واحد فقط من دخولها القائمة للمرة الأولى في عام 2024، مما يعكس التسارع الكبير في جهود المدينة لتبني أحدث التقنيات والابتكارات بهدف الارتقاء بجودة حياة سكانها وتعزيز بيئتها كوجهة جاذبة للأعمال والاستثمارات.
ويُعد مؤشر IMD للمدن الذكية مقياسًا دوليًا رائدًا يقيّم مدى كفاءة المدن في توظيف التكنولوجيا لخدمة وتحسين حياة سكانها. يرتكز التقييم على خمسة محاور أساسية تشمل الصحة والسلامة، والتنقل، والأنشطة المتاحة، وفرص العمل والتعليم، بالإضافة إلى الحوكمة.
وتُظهر هذه المحاور مجتمعةً مدى التطور الذي وصلت إليه المدينة في مختلف الجوانب التي تؤثر بشكل مباشر على رفاهية المجتمع وكفاءة الخدمات المقدمة.
ويسعى المؤشر بشكل عام إلى تشجيع المدن على رفع مستوى جودة الحياة، وتأسيس بيئات حضرية مستدامة، وتعزيز المشاركة المجتمعية في التنمية، مع العمل على تقليل الآثار السلبية لاستغلال الموارد وتحسين كفاءة استخدام الموارد المتاحة.
وفي هذا السياق، أعرب الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية ورئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، عن بالغ اعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن التقدم الملحوظ لمدينة الخبر في هذا المؤشر العالمي المرموق يجسد الرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة لجعل مدن المملكة نماذج حضرية متطورة تنافس عالميًا.
وأوضح أن هذا النجاح لم يأتِ بمحض الصدفة، بل هو ثمرة لجهود متكاملة ومنظومة عمل دؤوبة تشارك فيها مختلف الجهات الحكومية والخاصة، والتي تعمل بتناغم لتحقيق بيئة متقدمة تقنيًا، ومستدامة اقتصاديًا، وقادرة على جذب الاستثمارات والمعرفة.
وشدد على دعمه الكامل لمواصلة هذا النهج التطويري، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس التكامل الفعال بين كافة الأطراف المعنية في المنطقة وسيكون حافزًا لتحقيق المزيد من النجاحات مستقبلاً.
من جهته، أكد الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية ونائب رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، أن هذا التقدم في تصنيف مدينة الخبر يعكس بوضوح حجم الجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية، وفي مقدمتها هيئة تطوير المنطقة الشرقية.
وأشار إلى أن الاستثمار المدروس في البنية التحتية الذكية وتبني الابتكار يلعبان دورًا محوريًا في تحسين جودة الحياة اليومية للسكان، وفي الوقت ذاته يعززان من قدرة المدينة التنافسية على استقطاب الاستثمارات النوعية، مما يساهم في ترسيخ مكانة الخبر على الخارطة العالمية للمدن المتقدمة.
وأضاف أن هذا الإنجاز يندرج ضمن سلسلة النجاحات المتوالية التي تشهدها المملكة بفضل الدعم اللامحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، واللذين يقودان مسيرة التنمية الطموحة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
بدوره، عبر المهندس عمر بن صالح العبداللطيف، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، عن فخره العميق بهذا الإنجاز الذي تحقق بتوجيهات مباشرة من أمير المنطقة الشرقية ودعم مستمر من نائبه.
وأكد العبداللطيف أن هذا التقدم لا يعكس فقط التطور الكبير الذي تشهده مدينة الخبر، بل هو مرآة للتطور الشامل الذي تعيشه المملكة في كافة المجالات.
وجدد التأكيد على التزام الهيئة الراسخ بمواصلة العمل الدؤوب لتطوير بيئة حضرية مستدامة تتمتع بجاذبية عالية للمواهب والاستثمارات العالمية.
وأشار إلى أن مفهوم المدن الذكية يساهم بشكل مباشر في تحسين نوعية الحياة لجميع شرائح المجتمع عبر توفير خدمات متطورة وتحقيق كفاءة أعلى في إدارة الموارد الحيوية، مؤكداً استمرار الهيئة في سعيها لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى تعزيز مكانة مدن المنطقة في ميادين الابتكار والتطوير الحضري المستدام.
ويقدم التقدم الكبير الذي حققته مدينة الخبر نموذجًا ملهمًا للمدن الساعية نحو بناء مستقبل حضري ذكي ومستدام. فالارتقاء بـ 38 مركزًا في عام واحد يؤكد فعالية النهج التكاملي بين القطاعين الحكومي والخاص، ويعكس جدية التزام المملكة بتطوير مدنها لتكون في مصاف المدن العالمية الرائدة في مجالات الابتكار والبنية التحتية المتقدمة، الأمر الذي يعزز بدوره المكانة الدولية للمملكة كدولة متقدمة في تبني التقنية وتحقيق الاستدامة.