خبير يحدد الممارسات الزراعية الأساسية للحمضيات العضوية خلال أبريل بالمملكة

أكد المهندس يوسف القرزعي، الخبير المتخصص في الزراعة العضوية، على أهمية شهر أبريل لمزارعي الحمضيات العضوية في المملكة، مشدداً على ضرورة تطبيق ممارسات زراعية دقيقة خلال هذه الفترة لضمان موسم مثمر.
وأوضح أن هذه المرحلة تعد حاسمة لتحفيز عملية التزهير، وتحسين عقد الثمار، والحد من تساقطها، بالإضافة إلى أهمية إزالة النموات غير المرغوبة وتنظيم عمليات الري والتسميد بعناصر محددة.
وأشار القرزعي، في توجيهاته الصادرة عبر منصة ”الإرشاد الزراعي“، إلى أن أشجار الحمضيات تشهد نشاطاً فسيولوجياً ملحوظاً في مختلف مناطق المملكة خلال شهر أبريل، مستفيدة من تحسن الأحوال الجوية.
وذكر أن هذا النشاط يتمثل في بدء سريان العصارة بكفاءة ونشاط الإزهار وعقد الثمار لمعظم الأصناف المزروعة، الأمر الذي يجعل الأشجار في هذه المرحلة حساسة للغاية لأي خلل في العمليات الزراعية أو تقلبات مناخية غير متوقعة.
ولفت الخبير الزراعي الانتباه إلى ظهور براعم جديدة على الساق الرئيسية للأشجار، سواء كانت أسفل منطقة التطعيم أو أعلاها، موضحاً أن هذه البراعم ينتج عنها ما يُعرف بالسرطانات والأفرع المائية.
وأكد أن هذه النموات تشكل منافساً قوياً للأزهار والثمار الحديثة على موارد الماء والغذاء الأساسية.
وبناءً على ذلك، نصح المزارعين بضرورة المبادرة بإزالة هذه السرطانات والأفرع المائية بانتظام، إما يدوياً بحذر أو باستخدام أدوات تقليم مناسبة، مع التشديد على أهمية تعقيم الأدوات المستخدمة لمنع انتقال الأمراض.
وفيما يتعلق بإدارة الري، شدد المهندس القرزعي على الأهمية القصوى لتنظيم عملية الري خلال أبريل، مؤكداً على ضرورة توفير مستوى رطوبة معتدل وثابت في التربة المحيطة بالجذور.
ونبه إلى أهمية تجنب الإفراط في الري الذي قد يؤدي إلى اختناق الجذور ومشاكل فطرية، وكذلك تجنب نقص المياه الذي يسبب إجهاداً للشجرة.
وأشار إلى أن كميات ومواعيد الري يجب أن تتناسب مع نوع التربة والظروف المناخية السائدة في كل منطقة، وذلك بهدف تقليل نسبة تساقط الأزهار والثمار الصغيرة ”العقد“.
وأوصى القرزعي بإضافة عنصري الفسفور والكالسيوم خلال هذا الشهر، باستخدام مدخلات ومصادر مسموح بها وفقاً لمعايير الزراعة العضوية.
وأوضح أن إضافة هذين العنصرين، سواء عن طريق النثر المباشر داخل أحواض الأشجار أو من خلال أنظمة الري الحديثة، تلعب دوراً محورياً في تحفيز عملية التزهير الصحي وتعزيز قوة وصلابة العقد الجديد للثمار.
ولزيادة فرص نجاح عملية العقد وتقليل نسبة التساقط الطبيعي للأزهار والثمار، نصح الخبير برش الأشجار بمركبات تحتوي على عنصري الزنك والبورون، على أن تكون هذه المركبات معتمدة للاستخدام في الزراعة العضوية.
وأكد على أهمية تنفيذ عملية الرش هذه قبل تفتح الأزهار بشكل كامل، مع ضرورة استخدام ضغط رش منخفض وتوجيه فوهة الرش ”البشكوري“ بشكل يشبه المظلة لضمان تغطية جيدة للأوراق دون التسبب في أذى ميكانيكي للأزهار الحساسة.
وحذر المهندس القرزعي من القيام بعملية العزيق أو تقليب التربة أسفل محيط الأشجار خلال هذه الفترة الحرجة، مبيناً أن ذلك قد يؤدي إلى تقطيع الشعيرات الجذرية الدقيقة والسطحية المسؤولة عن امتصاص الماء والمغذيات، مما يزيد من إجهاد الشجرة ويسهم في تساقط الأزهار والعقد.
وأشار إلى أنه في حال وجود أعشاب منافسة، يمكن اللجوء إلى التعشيب اليدوي الخفيف بحذر لتقليل المنافسة دون الإضرار بالجذور.
وأكد على ضرورة إزالة جميع بقايا المحصول السابق، سواء كانت ثماراً متبقية على الأغصان أو متساقطة على الأرض حول الأشجار.
وعلل ذلك بأن هذه البقايا يمكن أن تتحول بسرعة إلى بيئة جاذبة وحاضنة للعديد من الآفات الزراعية الخطيرة، وعلى رأسها ذبابة الفاكهة وخنفساء الفواكه المجففة، مما يهدد سلامة المحصول الحالي.