أخصائي نفسي: يوم عائلي شهري وعناق الأبناء يعززان استقرار الأسرة

أكد الأخصائي النفسي ناصر الراشد على الأهمية القصوى لصناعة أجواء من البهجة والمودة داخل محيط الأسرة، مشدداً على أن البيوت يجب أن تتحول إلى بيئات جاذبة توفر لأفرادها الراحة النفسية والأمان، تماماً كما قد يجد الإنسان هذا الارتياح في بعض الأماكن العامة أو الجلسات التي يقضيها خارج المنزل.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها مؤخراً في مركز البيت السعيد بمحافظة القطيف، حملت عنوان ”كيف نصنع البهجة في أسوار بيوتنا“.
وفي هذا الإطار، دعا الراشد الأسر إلى ضرورة تخصيص يوم عائلي واحد على الأقل في كل شهر، يكون وقته مكرساً بالكامل لأفراد الأسرة، يُصمم له برنامج خاص يهدف إلى تعزيز الألفة وتقوية الروابط العائلية.
واعتبر أن تحقيق الاستقرار الأسري يبدأ أساساً من قضاء ”وقت نوعي مشترك“ يجمع أفراد الأسرة بفعالية وحضور ذهني وعاطفي.
وأوضح الأخصائي النفسي أن توفير جو من المرح والبهجة داخل أسوار البيت لا يقل أهمية عن البحث عن السعادة والمتعة خارجه.
وحذر من أن غياب هذه المتعة الأسرية قد يدفع الأبناء، خصوصاً في مراحل المراهقة، إلى البحث عنها في أماكن أخرى أو بصحبة رفاق قد تكون بيئتهم أو تأثيرهم غير مضمون العواقب.
ونوه الراشد إلى أهمية قضاء وقت أسري فعال في تمكين الوالدين من الاكتشاف المبكر لأي سلوكيات ضارة أو غير سوية قد تظهر على الأبناء.
ولفت إلى أن التقارب الأسري والتواصل المستمر يتيحان فرصة ثمينة لمراقبة أي تغيرات تطرأ على سلوك الأبناء أو حالتهم النفسية، مشيراً إلى أنه ”كلما تم اكتشاف السلوك غير السوي في وقت مبكر، كان العلاج أسهل وأسرع، وخط الرجعة أقرب“.
وفي تأكيده على دور الأسرة المحوري، أشار الراشد إلى أن البيئة الأسرية الداعمة والقوية تمثل أفضل ”ترياق“ للعلاج النفسي والسلوكي، حيث تسهم بشكل فاعل في احتواء الأبناء ومعالجة أي اضطرابات قد تظهر في بداياتها قبل تفاقمها.
وأضاف أن المعالج النفسي قد يؤدي دوره السريري الهام، لكن دور الأسرة في عملية العلاج والتعافي يبقى هو ”الأهم والأعمق“ تأثيراً.
ودعا الآباء والأمهات إلى التركيز الواعي على الجوانب الإيجابية في شخصيات أبنائهم وتعزيزها، والإكثار من التعبير عن المودة والمحبة جسدياً من خلال العناق والتقبيل.
واستشهد في هذا السياق بدراسة صادرة عن جامعة هارفارد العريقة تُظهر أن ”الأسر المعانقة أكثر سعادة واستقرارًا“، مقتدياً في توصيته هذه بالسنة النبوية الشريفة للنبي محمد ﷺ، الذي أوصى بالإكثار من تقبيل الأبناء واحتضانهم كدليل على الرحمة والمودة.