علي سعيد في ندوة ”السينما“: المسودة الأولى هي مرآة اللاوعي ونقطة البداية الحقيقية للنص

أكد الكاتب والمخرج السينمائي علي سعيد أن المسودة الأولى لأي نص إبداعي تمثل ”مرآة اللاوعي“ ونقطة الانطلاق الحقيقية التي يتشكل منها العمل لاحقًا، واصفًا إياها بالمرحلة التي تسبق أي تهذيب أو تقييد قد تخضع له الكتابة.
جاء ذلك خلال حديثه في ندوة ثقافية بعنوان ”سحر المسودة الأولى: حول الكتابة وإعادة الكتابة“، استضافتها جمعية السينما مساء الأربعاء بمقرها في سينماتك الخبر، وسط حضور لافت من الكُتّاب وصنّاع الأفلام والمهتمين.
وفي حديثه الذي استعرض فيه تجربته الممتدة مع الكتابة وإعادة الكتابة، شدد سعيد على أهمية هذه المرحلة الأولية، معتبراً إياها المساحة الخام التي تعكس الأفكار والمشاعر دون تكلف.
وأوضح كيف أن التعامل مع هذه المسودة الأولية، بكل ما تحمله من تلقائية، هو أساس بناء النص المتين، مستشهداً بتجارب شخصية من أعماله كفيلمه ”رقم هاتف قديم“ وكتابه ”الحقيبة الجلدية“، وموضحاً أثر التعامل المباشر مع المسودات الورقية في تطور العمل الإبداعي ونضجه.
وأدارت الحوار الكاتبة والشاعرة مشاعل عبدالله، التي وجهت النقاش نحو استكشاف أعمق لفلسفة سعيد حول المسودة الأولى، مركزةً على البُعد النفسي فيها وعلاقتها بتحول الخيال إلى شكل مكتوب.
وأسهمت أسئلة الحضور ومداخلاتهم في إثراء الندوة، حيث تناولت استفساراتهم جوانب تقنية في إعادة الكتابة وتجارب عملية في التعامل مع النص الأولي انطلاقاً من مفهوم ”مرآة اللاوعي“ الذي طرحه المتحدث.
وتندرج هذه الفعالية ضمن البرامج الثقافية لجمعية السينما، التي تسعى من خلالها إلى تعميق الحوار حول الممارسات الإبداعية وتسليط الضوء على العمليات التأسيسية في صناعة النصوص الأدبية والبصرية، ومن ضمنها مرحلة الكتابة الأولى التي أكدت الندوة على أهميتها الجوهرية.