هل يتحمل الطلاب تكاليف احتفالات المدارس؟ وزارة التعليم توضح

أكدت وزارة التعليم على أن تنظيم برامج الاحتفاء والتكريم داخل المؤسسات التعليمية يجب أن يتم دون تحميل الطلاب والطالبات أو أولياء أمورهم أي أعباء مالية، مشددةً على أن المشاركة في هذه الفعاليات تظل اختيارية وتخضع لرغبة المشاركين أنفسهم.
وأوضحت الوزارة أن هذا التوجه يأتي في سياق تعزيز مبادئ العدالة والمساواة بين الطلاب، ومراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتفاوتة للأسر، وبهدف ضمان توفير بيئة تعليمية محفزة تساهم في ترسيخ القيم النبيلة وتحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
وبيّنت الوزارة أن هذه الإجراءات تندرج ضمن إطار تنظيمي شامل تم إعداده لتفعيل جوانب الاحتفاء والتكريم داخل المدارس بشكل ممنهج.
ويهدف هذا الإطار إلى ترسيخ القيم الوطنية الأصيلة وتعزيز مشاعر الانتماء للوطن والمجتمع المدرسي، وإلى جانب إبراز أهمية تقدير الإنجازات الفردية والجماعية التي يحققها الطلاب والطالبات في مختلف المجالات الأكاديمية والسلوكية والأنشطة اللاصفية.
ويسعى الإطار إلى تفعيل دور الأسرة كشريك أساسي في دعم وتعزيز جهود أبنائهم، بما يعمق العلاقة التشاركية البناءة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
وأشارت الوزارة إلى أن فعاليات الاحتفاء والتكريم تُنفذ وفق خطة سنوية معتمدة على مستوى كل مدرسة، يتم توزيع أنشطتها على مدار العام الدراسي لتشمل مناسبات وطنية هامة وأحداثًا تربوية وثقافية متنوعة.
وتتضمن هذه الخطط برامج نوعية موجهة لتكريم الطلاب المتفوقين دراسيًا، والموهوبين في مجالات مختلفة، والمتميزين سلوكيًا، بالإضافة إلى الخريجين والطلاب المبادرين في الأنشطة الطلابية المتنوعة.
وأكدت الوزارة على أهمية التفاعل الإيجابي مع المناسبات المجتمعية، وتعزيز القيم والسلوك الإيجابي من خلال تفعيل برامج الإذاعة المدرسية والأنشطة الصفية واللاصفية، والفعاليات الرياضية والاجتماعية والثقافية، مع ضرورة إشراك أولياء الأمور في هذه العملية لبناء علاقات فاعلة وداعمة بين البيت والمدرسة.
ولفتت وزارة التعليم إلى أن إقامة مثل هذه الاحتفاءات داخل المدارس يمثل هدفًا تربويًا بحد ذاته، يسعى إلى زيادة ارتباط الطلاب بمدارسهم ورفع مستوى الدافعية لديهم للتعلم والإنجاز، فضلاً عن تحقيق التكامل المنشود بين الجوانب التعليمية والتربوية.
وتبرز هنا أهمية تكريم الجهود المتميزة والاحتفاء بالمنجزات كأداة لتحفيز السلوك الإيجابي، وذلك ضمن بيئة تعليمية متوازنة تضمن لجميع الطلاب والطالبات فرصًا متكافئة للحصول على التقدير والدعم اللازمين.
وفي هذا السياق، شددت الوزارة على ضرورة الالتزام التام بالضوابط المنظمة لإقامة هذه الفعاليات. ويأتي في مقدمة هذه الضوابط الالتزام بالقيم الداعمة للولاء والانتماء الوطني، وتعزيز قيم الانضباط والأمانة والتعاون والعزيمة والتسامح، مع الاحترام الكامل لثقافة المجتمع السعودي وتقاليده.
وأكدت على وجوب التقيد بالزي المدرسي المعتمد في المؤسسات التعليمية، والامتناع عن ارتداء أي ملابس تحمل صورًا أو عبارات غير لائقة أو مخالفة للذوق العام.
ويتطلب تنظيم أي حفل اعتماد برنامجه التفصيلي من قبل لجنة التوجيه الطلابي واللجنة الإدارية بالمدرسة، لضمان توافقه مع السياسات التربوية المعتمدة.
وأوضحت الوزارة أنه في حال تقرر إقامة احتفاء بشكل مركزي على مستوى إدارة التعليم أو المحافظة، فيجب مراعاة تخصيص منطقتين منفصلتين ومستقلتين تمامًا، إحداهما للطالبات والأخرى للطلاب، لضمان الخصوصية التامة للجميع أثناء فعاليات الاحتفاء وأداء الصلاة.
ويستلزم الحصول على موافقة خطية مسبقة من مدير عام التعليم أو من يفوضه، مع التقيد الصارم بضوابط وإجراءات التصوير الفوتوغرافي والفيديو في مقر الاحتفاء، ومراعاة كافة اشتراطات الأمن والسلامة في موقع الحفل وتجهيزاته، والالتزام بجميع الأنظمة واللوائح المعتمدة ذات الصلة بتنظيم الفعاليات.
وأكدت الوزارة أيضًا على أهمية بالغة لعدم تأثر سير اليوم الدراسي العادي خلال إقامة أي احتفاء، بما يضمن استمرارية العملية التعليمية دون انقطاع أو إرباك.
وفيما يخص الجانب الإعلامي، يجب أن تُعتمد جميع المنتجات الإعلامية المرتبطة بفعاليات الاحتفاء والتكريم، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، من قبل إدارة الاتصال المؤسسي في إدارة التعليم المعنية، مع ضرورة الالتزام بالأنظمة والمعايير المعتمدة في إعداد ونشر هذه المنتجات، بما يحافظ على جودة المحتوى الإعلامي ويعزز رسائل الوزارة وقيمها التربوية بشكل إيجابي.
وأكدت على أن هذه الضوابط والتنظيمات تأتي ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الدور المحوري للمدرسة في بناء الشخصية المتوازنة للطالب والطالبة، وترسيخ القيم والمبادئ الوطنية والتربوية السامية.
وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق بيئة تعليمية مثالية تتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتدعم بناء جيل سعودي واعٍ، معتز بهويته الوطنية، وقادر على الإسهام بفاعلية في بناء وتنمية مجتمعه ووطنه.