السعودية تترقب كسوفًا شمسيًا كليًا تاريخيًا في أغسطس 2027

كشفت الجمعية الفلكية بجدة عن حدث فلكي استثنائي ينتظر سماء المملكة العربية السعودية، يتمثل في كسوف كلي للشمس سيحدث في الثاني من أغسطس عام 2027 ميلادي، واصفة إياه بأنه أحد أبرز الأحداث الفلكية في القرن الحادي والعشرين.
ولأول مرة منذ أكثر من قرن، سيكون هذا المشهد الكوني النادر مرئيًا بوضوح تام عبر مناطق واسعة من غرب وجنوب غرب المملكة، مما يتيح فرصة فريدة للعلماء والمهتمين والجمهور العام لتجربة عظمة الكون عن كثب.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن مدينة جدة ستكون من بين أفضل المواقع لرصد هذه الظاهرة، حيث من المتوقع أن يستمر الكسوف الكلي فيها لمدة تقارب ست دقائق، وهي مدة زمنية تعتبر نادرة للغاية لمثل هذه الأحداث.
وأضاف أن قائمة المواقع المتميزة للرصد تشمل أيضًا مدن الليث، وأبها، وبيشة، والباحة، وجازان، حيث سيتمكن السكان والزوار من الاستمتاع بمشهد تحول النهار إلى ظلام ومشاهدة هالة الشمس الخارجية الخلابة.
وأشار أبو زاهرة إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة ذهبية للعلماء لدراسة هالة الشمس المعروفة بالكورونا، ورصد الانفجارات الشمسية بمزيد من التفصيل، بالإضافة إلى إجراء تجارب علمية دقيقة تتعلق بمبادئ النسبية والجاذبية، وهي نوعية من التجارب التي لا يمكن إجراؤها إلا أثناء كسوف الشمس الكلي.
وبيّن أن الكسوف الكلي يحدث عندما يمر القمر مباشرة بين الأرض والشمس، ليحجب قرص الشمس بالكامل لفترة وجيزة، مما يؤدي إلى تحول مؤقت لضوء النهار إلى ما يشبه الغسق.
وذكر رئيس الجمعية الفلكية أن الكسوف يمر بمراحل متتابعة، تبدأ بالكسوف الجزئي مع بدء القمر في تغطية جزء من الشمس، تليها مرحلة الكسوف الكلي حيث يُحجب قرص الشمس تمامًا، ثم تنتهي بعودة الكسوف الجزئي مع ابتعاد القمر تدريجيًا.
وأكد أن هذا الكسوف يُعد الأطول زمنًا في المنطقة منذ أكثر من مئة عام، بفترة كلية تصل إلى حوالي ست دقائق في بعض المناطق، مقتربة من أقصى المدد الممكنة فلكيًا للكسوف الكلي.
وتوقع أبو زاهرة أن تكون الظروف الجوية مواتية للرصد، حيث غالبًا ما تكون السماء صافية في فصل الصيف بالمملكة، خاصة في المرتفعات الجافة نسبيًا مثل مرتفعات منطقة عسير.
ورجح أن يتوافد آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها لمشاهدة هذا الحدث، مما يجعله فرصة مثالية لتعزيز مفهوم السياحة الفلكية وتنشيط الحركة الاقتصادية في المدن الواقعة ضمن مسار الكسوف.
واعتبر المهندس أبو زاهرة أن كسوف أغسطس 2027 يتجاوز كونه مجرد ظاهرة فلكية، ليمثل لحظة نادرة تلتقي فيها العلوم والثقافة والطبيعة في مشهد كوني مهيب.
ورأى فيه تذكيرًا بقوة العلم وقدرته التنبؤية الدقيقة، وانعكاسًا للطموح السعودي في مواكبة التقدم العلمي والفلكي تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا الحدث نقطة انطلاق لزيادة الاهتمام المجتمعي بعلوم الفلك، وربما يفتح الباب نحو تأسيس مرصد وطني دائم يعزز مكانة المملكة على الساحة العلمية الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن آخر كسوف شمسي كلي بهذا الحجم شوهد بوضوح في شبه الجزيرة العربية يعود إلى عام 1905 ميلادي، مما يضفي على حدث عام 2027 المرتقب بُعدًا تاريخيًا إضافيًا وأهمية بالغة.