كيف تساهم فعاليات التوعية في دعم أسر أطفال التوحد بالقطيف؟

اختتم قسم الصحة النفسية بمستشفى القطيف المركزي، بالتعاون مع التطوع الصحي، مساء ”السبت“، فعالياته التوعوية المقامة بمناسبة اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد، والتي استضافتها واجهة القطيف البحرية ”سي فرونت“ على مدى ثلاثة أيام تحت شعار ”تعزيز التنوع العصبي وأهداف التنمية المستدامة“.
وركزت الفعالية بشكل أساسي على رفع مستوى الوعي العام بأهمية التشخيص والتدخل المبكر لتحسين حياة الأفراد المصابين بهذا الاضطراب.
وأوضحت فايزة العلق، أخصائي نفسي أول بقسم الصحة النفسية في مستشفى القطيف المركزي، أن المعرض السنوي، الذي أقيم في الفترة من 10 إلى 12 أبريل الجاري من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً، شهد مشاركة فاعلة من خلال ما يقارب 30 ركناً متنوعاً.
وأضافت أن هذه الأركان قدمت محتوى توعوياً صحياً شاملاً، إلى جانب خدمات تأهيلية وتدريبية متخصصة موجهة بشكل مباشر لفئة اضطراب طيف التوحد وأسرهم، بهدف تمكينهم ودعمهم.
وأكدت العلق أن الهدف الجوهري من تنظيم هذه الفعالية السنوية يتمثل في توعية الأهالي والأسر، وبشكل خاص الأمهات، بضرورة الانتباه للعلامات الأولية والمنذرة التي قد تشير إلى وجود اضطراب نمائي أو سلوكي لدى الطفل بشكل عام، واضطراب طيف التوحد بشكل خاص.
وبيّنت أن من أبرز هذه العلامات ضعفاً ملحوظاً في التفاعل الاجتماعي والتواصل البصري مع الآخرين، بالإضافة إلى ظهور سلوكيات أو حركات نمطية تكرارية، مثل رفرفة اليدين بشكل مستمر، أو الدوران حول النفس، أو الانشغال المفرط بترتيب وتصفيف الأشياء.
وتابعت الأخصائية النفسية حديثها بالإشارة إلى أن تأخر أو تدهور المهارات اللغوية يُعد أيضاً من العلامات الهامة، وقد يظهر أحياناً على شكل اضطرابات لغوية مميزة مثل ”المصاداة“، وهي ترديد الطفل للكلمات أو العبارات التي يسمعها بشكل غير وظيفي.
ولفتت إلى أن ضعف التآزر الحركي يمكن أن يكون من الأعراض المصاحبة، وأنه في بعض الحالات قد يتزامن اضطراب طيف التوحد مع أعراض أخرى مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه، مما يستدعي تقييماً شاملاً.
وشددت العلق على الأهمية البالغة للتدخل المبكر فور ملاحظة الأهل لهذه العلامات، موضحة أن هذه المؤشرات غالباً ما تبدأ بالظهور بوضوح لدى الطفل في المرحلة العمرية بين سنتين وثلاث سنوات.
وأكدت أن البدء بالبرامج التدخلية قبل بلوغ الطفل سن الخامسة عادة ما يحقق نتائج أكثر فاعلية مقارنة بالتدخل في مراحل عمرية لاحقة.
وعليه، حثت الأسر على عدم التردد في عرض الطفل على أخصائي نفسي أو طبيب نفسي متخصص لإجراء التقييم الدقيق والتشخيص، ومن ثم وضع خطة التدخل العلاجي والتأهيلي المناسبة.
ونوهت العلق إلى أن وزارة الصحة توفر مراكز متخصصة، مثل مركز اضطرابات النمو والسلوك المتواجد في مستشفى الأمير، لتقديم الخدمات اللازمة لهذه الفئة، مؤكدة في الوقت ذاته استعداد قسم الصحة النفسية بمستشفى القطيف المركزي لتقديم الدعم والمشورة وتوجيه الحالات التي تحتاج إلى رعاية متخصصة.