آخر تحديث: 27 / 4 / 2025م - 12:07 ص

أخصائية علاج طبيعي: إهمال مشاكل القدم يؤدي لآلام مزمنة في أنحاء متفرقة من الجسم

جهات الإخبارية

أكدت أخصائية العلاج الطبيعي المتخصصة في مشاكل العظام والآلام المزمنة، الدكتورة هبة الحبيب، على أن صحة القدمين، رغم صغر حجمهما النسبي، تلعب دوراً محورياً في صحة وتوازن الجسم بأكمله، كاشفة عن ارتباط وثيق بين مشاكل القدم وظهور آلام في مناطق بعيدة كالظهر والكتفين.

وأوضحت الدكتورة الحبيب أن القدم، التي تضم أكثر من اثنتين وثلاثين عضلة وتُصنف كثاني أكثر منطقة حساسية عصبية في الجسم بعد اللسان، غالباً ما يتم إهمال العناية بها، مما يؤدي إلى مشاكل قد تتفاقم وتؤثر سلباً على نوعية الحياة.

وتطرقت الحبيب إلى مجموعة من المشاكل الشائعة التي تصيب القدمين، مثل التواء الكاحل، وتمزق الأوتار، والتهاب اللفافة الأخمصية، واحتكاك مفصل القدم، بالإضافة إلى حالات خاصة مثل ”القدم السكرية“ التي يعاني منها مرضى السكري، وداء النقرس، واحتباس السوائل.

وشددت على أن خطورة هذه المشكلات لا تكمن فقط في الألم الموضعي، بل في تأثيراتها الممتدة، حيث يمكن أن تنعكس تدريجياً على بقية أجزاء الجسم، مسببة آلاماً في منطقة الحوض أو الظهر أو حتى الرقبة والصداع، وذلك نتيجة لاختلال في طريقة المشي أو توزيع غير متوازن لضغط الجسم على القدمين.

ومن بين الحالات التي تناولتها الأخصائية بالتفصيل، مشكلة القدم المسطحة المعروفة بـ ”فلات فوت“، موضحة أنها قد تكون حالة طبيعية لدى البعض دون أن تسبب أي إزعاج، لكنها في حالات أخرى قد تؤدي إلى تغييرات في ميكانيكية حركة الجسم بأكمله.

وأشارت إلى أن القدم المسطحة قد تظهر منذ الطفولة أو تتطور لاحقاً بسبب عوامل أخرى، مؤكدة على أهمية التشخيص الدقيق لتحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي تدخلاً علاجياً، وهو ما يحدث عادةً عند ظهور أعراض مثل آلام باطن القدم أو ملاحظة تغير واضح في وضعية المشي.

ورداً على تساؤل حول قلة الاهتمام بتمارين القدمين مقارنة بأجزاء أخرى كالساق أو الذراع، أكدت الدكتورة هبة أن القدم تحتوي على منظومة عضلية معقدة يمكن، بل ويجب، تقويتها عبر تمارين بسيطة لكنها فعالة.

وأشارت إلى أهمية تقوية عضلات الساق والعضلات المرتبطة ببطن القدم لدعم حركة الجسم بشكل متكامل.

ولفتت إلى أهمية التدليك ليس فقط كوسيلة للاسترخاء، بل كأداة علاجية لتحسين الدورة الدموية وتخفيف الانتفاخ والتشنجات العضلية الناتجة عن الإرهاق أو الوقوف لفترات طويلة.

وفيما يخص اختيار الأحذية، شددت الحبيب على ضرورة تجاوز معايير الموضة والسعر، والتركيز بدلاً من ذلك على مدى ملاءمة الحذاء لطبيعة القدم واحتياجاتها الفردية.

ونبهت إلى أن الأحذية غير المناسبة لا تقتصر أضرارها على التسبب بآلام موضعية في القدم، بل يمكن أن تمتد لتؤثر على صحة الظهر والرقبة، وقد تصل إلى حد التسبب بالصداع نتيجة لتهيج الأعصاب الحسية في القدم.

وحذرت بشكل خاص من الأحذية ذات المقدمة الضيقة أو الكعب العالي التي قد تؤدي مع مرور الوقت إلى تغيرات دائمة في شكل القدم، مثل مشكلة بروز عظمة الإبهام، وما يصاحبها لاحقاً من التهابات وآلام مزمنة.

وأوضحت أن الأقدام تختلف من شخص لآخر، فمنها ما يتميز بتقوس شديد، ومنها ما هو عريض أو نحيل، وبالتالي فإن الحذاء المريح لشخص قد لا يكون كذلك لآخر، حيث يحتاج البعض لدعامات داخلية خاصة أو لمستوى معين من المرونة في النعل.

ولهذا، أكدت على أهمية تجربة الحذاء جيداً قبل الشراء، وعدم التردد في التوقف عن استخدام أي حذاء يثبت عدم راحته، حتى وإن كان باهظ الثمن أو تم شراؤه دون سياسة استرجاع واضحة.

وحول الجدل المثار بشأن المشي حافي القدمين، خاصة على الأسطح الصلبة كالسيراميك، أفادت الدكتورة هبة بأن الأمر نسبي ويعتمد على الحالة، فقد يكون مفيداً في ظروف معينة، ولكنه قد يؤدي في حالات أخرى، خصوصاً عند التعرض للبرودة أو المشي المطول على أرضية صلبة، إلى تهيج الجهاز العصبي في القدم، مما قد يتطور إلى التهاب مزمن.

وقدمت الأخصائية هبة الحبيب مجموعة من النصائح العملية للعناية اليومية بالقدمين، خاصة بعد يوم شاق من الوقوف أو المشي، كتغطيس القدمين في ماء دافئ أو بارد ”حسب الحالة“، واستخدام أملاح الاسترخاء، أو حتى تدليك باطن القدم بعبوة ماء مجمدة لتخفيف الإحساس بالحرارة والألم.

وخلصت إلى التأكيد على أن ”القدم ليست مجرد وسيلة للحركة، بل هي أساس توازن الجسم بأكمله. العناية بها ليست ترفًا، بل ضرورة صحية يجب أن نُدركها ونتعامل معها بوعي واهتمام“.