مختص يحذر: ممارسات زراعية خاطئة تُعرّض أشجار الحمضيات لخطر ”التصمغ“

حذر المهندس الزراعي يوسف القرزعي من مغبة اتباع بعض الممارسات الزراعية غير السليمة التي تزيد بشكل كبير من احتمالية إصابة أشجار الحمضيات بأمراض فطرية خطيرة، وفي مقدمتها مرض التصمغ، الذي يؤثر سلبًا على صحة الأشجار ويقلل من قدرتها الإنتاجية.
وأوضح القرزعي، من خلال منصة الإرشاد الزراعي، أن استمرار تطبيق نظام الري بالغمر، والسماح لمياه الري بملامسة جذوع الأشجار بشكل مباشر ومتكرر، يمثل أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تعفن منطقة القلف، وهو اللحاء الخارجي للشجرة، بالإضافة إلى التسبب في تشققات بالساق.
وأشار إلى أن هذه الظروف تمهد الطريق لظهور إفرازات صمغية بنية أو كهرمانية اللون، والتي تعتبر من العلامات المبكرة والدالة على الإصابة بهذا المرض الفطري المدمر.
وبيّن المهندس القرزعي أن إهمال معالجة الإصابة في مراحلها الأولى قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وامتدادها لتصل إلى الجذور، الأمر الذي يضعف بشكل ملحوظ قدرة الشجرة على عملية امتصاص الماء والعناصر الغذائية الضرورية من التربة.
ونتيجة لذلك، قد تظهر على الشجرة أعراض توحي بأنها تعاني من العطش الشديد، مثل ذبول الأوراق واصفرارها، على الرغم من توفر الرطوبة الكافية في محيطها الجذري، مما يضلل المزارع عن السبب الحقيقي لتدهور حالة الشجرة.
ولتجنب الوقوع في هذه المشكلة وتداعياتها السلبية على بساتين الحمضيات، قدم القرزعي مجموعة من التوصيات العملية الهامة. ونصح بضرورة إنشاء حوض ترابي صغير حول جذع كل شجرة، بحيث يشكل حاجزًا يمنع وصول مياه الري إلى الساق مباشرة.
وشدد على أهمية توخي الحذر الشديد أثناء عمليات الخدمة الزراعية كالعزق أو إزالة الأعشاب الضارة، لتجنب إحداث أي جروح في منطقة الجذور، حيث إن هذه الجروح تعتبر بمثابة بوابات مفتوحة تسمح للفطريات المسببة للمرض بالدخول وإصابة الشجرة بسهولة.
وفي حال ملاحظة ظهور أعراض إصابة طفيفة بمرض التصمغ على الساق أو الأفرع الرئيسية، أوصى المهندس القرزعي باتخاذ إجراءات علاجية فورية.
وتتضمن هذه الإجراءات كشط الأجزاء المصابة والمتأثرة من اللحاء بعناية حتى الوصول إلى النسيج السليم، ومن ثم تعقيم المنطقة المكشوطة باستخدام مطهر مناسب.
وأضاف أنه يُفضل بعد ذلك رش الشجرة بمبيد فطري عضوي مرخص ومعتمد من قبل الجهات الرسمية، مع أهمية طلاء منطقة الساق والجذع باستخدام عجينة بوردو المعروفة بفعاليتها، وذلك كإجراء علاجي ووقائي مزدوج يساعد على شفاء الإصابة ومنع تكرارها أو انتشارها.