آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 10:38 م

العائلة الصالحة

سوزان آل حمود *

تُعتبر العائلة نواة المجتمع وأساس بنيانه. فكل عائلة تحمل في طياتها القيم والمبادئ التي تشكل شخصيات أفرادها.

يُعتبر الأب والأم هما الركيزتان الأساسيتان في بناء العائلة. فالأب يمثل القوة والحماية، بينما تُجسد الأم الحنان والرعاية. معًا، يُشكلان بيئة آمنة تُعزز من نمو الأبناء وتربيتهم على القيم الفاضلة.

يتعلم الأبناء القيم والأخلاق من آبائهم وأمهاتهم. فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروس الحياة. من خلال القدوة الحسنة، يتشرب الأبناء مبادئ الصدق، والأمانة، والتعاون، مما يُسهم في بناء شخصياتهم.

يؤدي الاختلاط مع فئات المجتمع المختلفة إلى تأثيرات متعددة على الأبناء. فإذا كان لديهم استعداد داخلي للتغيير، قد يتبنون قيمًا جديدة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. لذا، من الضروري أن تكون الأسرة قوية في تربيتها.

قال المؤمن الكوفي:

ينشأ الصغيرُ على ما كانَ والدُهُ

إنّ العُرُوقَ عليها يَنْبُتُ الشجرُ

ليس كل تغيير يحمل في طياته الخير. فقد شهدنا أبناءً ضاعوا وهلكوا جراء الصحبة غير الصالحة. لذا، يجب أن نكون حذرين في اختيار الأصدقاء، لأنهم يؤثرون بشكل كبير على مسار حياة الأبناء.

تحيط بالأبناء تأثيرات متعددة؛ فالأبناء يُربون في المنزل، بينما يُربيهم المجتمع والشارع أيضًا. فمَن تكون له الغلبة؟!! إذا كان تأسيس الأبناء قويًا مبنيًا على التقوى والإيمان ومحبة الله، فلن ينجرفوا وراء الطوفان.

يعترف العديد من الآباء بأن التربية كانت قوية في المنزل، لكنهم يواجهون تحديات كبيرة خارج المنزل. فما العمل؟ يجب تعزيز التواصل مع الأبناء، وتوجيههم نحو القيم الصحيحة، حتى لا يتأثروا بالضغوط الخارجية.

قال الإمام علي بن أبي طالب :

حرّض بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر

وإنما مثل الآداب تجمعها في
عنفوان الصبا كالنقش في الحجر

هناك العديد من النماذج للعائلات الصالحة في التاريخ الإسلامي، ومن أبرزها:

عائلة النبي محمد ﷺ:

عبد الله وآمنة، والدا النبي، حيث تربى في بيئة مليئة بالقيم والأخلاق.

فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب أبناء النبي، وقد كان لهما دور كبير في نشر الإسلام ورعاية الأمة.

عائلة الإمام علي بن أبي طالب :

ترك علي وعائلته إرثًا ثقافيًا ودينيًا عظيمًا، حيث تميزت ابنته زينب بالشجاعة والحكمة.

هذه النماذج تعكس كيف أن القيم الصالحة والتربية السليمة يمكن أن تنتج أشخاصًا يتركون أثرًا إيجابيًا في المجتمع.

الجميع يرغب في أن يكون جزءًا من كوكبة الصالحين الفائزين برضوان الله. لكن الطريق إلى ذلك يتطلب جهدًا مستمرًا وتربية سليمة. الإيمان والعمل الصالح هما المفتاح لتحقيق هذا الهدف.

ختامًا

يُذكرنا الله بأننا لا نهدي من أحببنا، ولكن الله يهدي من يشاء. قال تعالى ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص: آية 56]. لذا، علينا أن نكون حذرين في تربية أبنائنا، وأن نسعى دائمًا لأن نكون قدوة لهم. فالعائلة الصالحة هي التي تُربي أبناءً يساهمون في بناء مجتمع أفضل.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
جهاد موسى
[ بقيق ]: 15 / 4 / 2025م - 6:53 م
الاسرة هي أساس المجتمعات وسرها، فصلاح الزوجين صلاح للبيوت، وصلاح البيوت والأسر صلاح للأمة، بارك الله فيك طرح مفيد وقيم