تطوير التدريس الجامعي بالتفكير التصميمي
الإبداع وإيجاد حلول للمشكلات: كيف يحول التفكير التصميمي التدريس الجامعي استعدادًا لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين
Creativity and problem-solving: How design thinking transforms university teaching
April 7,225
التفكير بطريقة إبداعية [1] ، وإيجاد حلول للمشكلات المعقدة، والعمل ضمن فريق... جميعها عناصر مكونة للتفكير التصميمي [2] . دراسة أجراها باحثون في جامعة بوليتكنيك العليا الساحلية (ESPOL) وجامعة غينت Ghent في الإكوادور زوّدتنا بطريقة إرشادية مفصلة لتدريس هذه المنهجية خطوة خطوة كمادة من المواد التدريسية الجامعية.
الهدف الرئيس من هذه الدراسة هو تطبيق التفكير التصميمي في السنة الأولى على جميع برامج (تخصصات) درجة البكالوريوس في ESPOL, بالنظر إلى أن دراسة سابقة أثبتت أن هذه المادة تعزز مهارات التفكير التصميمي الأساسية في عالم لا هوادة فيه، مما يساعد الطلاب على بناء معارفهم من خلال التعلم التجريبي [عملية التعلم من خلال الخبرة، ويُعرَّف بشكل أضيق بأنه ”التعلم من خلال التفكير في الفعل“ [3] ].
في التطبيقات العملية للتفكير التصميمي، تزودنا هذه الدراسة بنظرة ثاقبة عن كيف يُنظم ويُطبق هذا التفكير التصميمي بشكل فعال في أجواء جامعية، مما ينتج عنه نموذج قابل للنقل إلى مؤسسات تعليمية أخرى. هذا النموذج يوفر إطارًا واضحًا للمدربين الذين يرغبون في تكرار أو تكييف هذه المنهجية في سياقات (مجالات) تعليمية مختلفة. من منظور نظري، تساهم هذه الدراسة في فهم كيف يتوافق التفكير التصميمي مع منهج التعليم البنائي [4] .
منذ البدء في تدريس مادة التفكير التصميمي استطاعت تحويل الطريقة التي يقارب بها الطلاب ويجدون حلولًا للصعوبات الأكاديمية والمعاشة. في كل فصل دراسي، يعمل ما يقرب من 1000 طالب في فرق متعددة التخصصات لإيجاد حلول للمشكلات الواقعية التي تطرحها عليهم منظمات خارجية، مثل المنظمات غير الحكومية والشركات الصغيرة والمؤسسات.
فيما يتعلق بالرضا عن المادة، بينت الدراسة الاستقصائية التي أجريت في نهاية الفصل أن أكثر من 85 % من الطلاب أفادوا بشعورهم بالاندفاع أكثر لتطبيق التفكير التصميمي في مجالات أكاديمية ومهنية أخرى. من ناحية أخرى، أفادت المؤسسات التي تعاونت كرعاة للمشروع أيضًا عن فوائد جنوها من هذه المادة، حيث اكتسبوا أفكارًا جديدة وحلولًا مبتكرة للتغلب على صعوبات واجهوها.
مادة التفكير التصميمي في Espol أثبتت أنه من الممكن تعليم المهارات المعقدة بطريقة منظمة وفعالة. يكمن نجاحها في الجمع بين المقاربة العملية، والعمل مع مشكلات حقيقية، واستخدام منهجية محورها الطلاب. يمكن أن يكون هذا النموذج بمثابة مصدر إلهام للمؤسسات التعليمية الأخرى التي تتطلع إلى إعداد طلابها لتحديات القرن الحادي والعشرين.
هذه المادة تتبنى عملية التفكير التصميمي المكونة من ست خطوات:
1- تجميع المعلومات: يقوم الطلاب بجمع المعلومات ذات العلاقة لفهم سياق المشكلة.
2- التقمص الوجداني: يتعلم الطلاب كيف يضعون أنفسهم مكان المستخدمين، ويفهمون احتياجاتهم وانفعالاتهم لاكتساب أفكار ثاقبة.
3- إعادة صياغة المشكلة: يعيدون صياغة المشكلة بناءً على النتائج التي وجدوها سابقًا.
4- تصور الفكرة: يولدون أفكارًا إبداعية لإيجاد حلول ممكنة.
5- بناء نموذج أولي: يقومون ببناء نماذج أولية لتحويل الأفكار إلى نماذج ملموسة.
6- اختبار النماذج: يختبرون النماذج الأولية التي بنوها مع مستخدمين حقيقيين وتعديلها بناءً على التغذية الراجعة من المستخدمين.
المقاربة العملية المتمحورة حول الطلاب تكفل ألا يكتسب الطلاب المعرفة النظرية فحسب، بل ويطورون أيضًا كفاءات أو قدرات رئيسة صالحة للتطبيق في مجالات متعددة لمستقبلهم المهني. لقد ثبُت بالفعل تأثير هذه المقاربة في الدراسة السابقة، مما جعلها محركًا رئيسًا للتعليم في القرن الحادي والعشرين.
نشرت الدراسة [5] في مجلة مهارات التفكير والإبداع Thinking Skills and Creativity, عدد 56، يونيو 2025.