خبير اجتماعي: ”الترند“ تضر الأطفال.. والتوعية تبدأ من القدوة في المنزل

دق الأخصائي الاجتماعي سليمان النمر ناقوس الخطر بشأن التأثيرات السلبية المتنامية التي تخلفها ظاهرة ”الترند“ واسعة الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنها باتت تشكل تحدياً متزايداً للأطفال والمراهقين.
وشدد النمر على الدور المحوري للتوعية والتوجيه داخل الأسرة كخط دفاع أول لحماية الأبناء من الانسياق خلف المحتويات السطحية أو غير الهادفة التي غالباً ما تتصدر قوائم الرائج.
وأوضح النمر أن بناء جسور الحوار المفتوح مع الأطفال والمراهقين يمثل ضرورة قصوى لفهم طبيعة اهتماماتهم الرقمية وتقديم النصح والإرشاد المناسب لهم في الوقت المناسب.
وأكد أن سياسة المنع والحظر وحدها لا تجدي نفعاً في عالم اليوم المفتوح، بل يجب تسليح الأبناء بالوعي النقدي وتنمية قدرتهم على التمييز بين المحتوى الرقمي الذي يحمل قيمة وفائدة حقيقية، وبين ذلك المحتوى الموجه أو المدعوم الذي يهدف فقط للانتشار أو تحقيق أهداف تجارية أو غيرها، دون اعتبار لقيمته الفعلية أو تأثيره.
وأشار الأخصائي الاجتماعي إلى المسؤولية الملقاة على عاتق أولياء الأمور في متابعة نوعية المحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم بشكل منتظم، ليس بهدف الرقابة الصارمة فحسب، بل لتقديم الإرشاد اللازم لهم.
ويتضمن ذلك مساعدتهم على فهم آليات عمل ”الترندات“، وكيفية التمييز بين ما هو إيجابي وصحي ومفيد لتطورهم، وما هو مجرد محتوى مضلل أو سطحي ينتشر بسرعة دون أن يحمل أي قيمة حقيقية، بل قد يكون ضاراً في بعض الأحيان.
وفي سياق متصل، تطرق النمر إلى دور صانعي المحتوى أنفسهم، مبيناً أن البعض منهم قد يضع تحقيق الانتشار السريع وزيادة أعداد المشاهدات كأولوية، دون إيلاء اهتمام كافٍ للتأثيرات المحتملة لما يقدمونه على وعي وسلوك الأطفال والمجتمع ككل.
ودعا النمر صانعي المحتوى إلى استشعار المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية، خاصة عند إنتاج مواد موجهة بشكل مباشر أو غير مباشر للفئات العمرية الصغيرة التي تكون أكثر قابلية للتأثر.
وأضاف النمر أن أساس التربية السليمة والقدوة الحسنة يبدأ من البيئة الأسرية، مؤكداً أن الطفل يتشرب ويتأثر بشكل كبير بسلوكيات والديه وتصرفاتهما اليومية، حتى لو تلقى إرشادات من أفضل الخبراء والمدربين خارج المنزل.
وشدد على أن الأب والأم يظلان النموذج الأولي والأكثر تأثيراً الذي يقتدي به الطفل في مختلف مراحل نموه.
وفي ختام حديثه، ثمن النمر الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة، مثل وزارة الإعلام، في مجال دعم وتشجيع صناع المحتوى الهادف وتكريم المتميزين منهم.
ودعا في الوقت نفسه إلى ضرورة تكثيف وتعزيز هذه الجهود عبر إطلاق برامج توعوية شاملة ومستمرة، تستهدف الأسر والمجتمع بشكل عام، بهدف تقوية ما أسماه ”المناعة الرقمية“ لدى الأبناء وتعزيز وعيهم بمخاطر بعض الظواهر السلبية المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتمكينهم من التعامل معها بحكمة ونقد.