في يوم الكتاب..
في اليوم العالمي للكتاب «23 أبريل» أحب أن أرى المكتبات العامة منتشرة أكثر في مدن بلادي وقراها.. أحب أن أرى منها ما هو صغير المساحة متوزع في أحيائها جنبًا إلى جنب مع حدائقها العامة.. وأتمنى أن يشارك القطاع الخاص والشركات الكبرى في تبني جزء من هذه المسؤولية.. حينها سوف يتمكن الناس من الوصول إلى المكتبات مشيًا على الأقدام، وهو معيار مهم يستخدم عالميًّا في تقييم تأثيرها عليهم، خلاف المكتبات البعيدة التي تتطلب وسيلة نقل للوصول إليها.
في يوم الكتاب أتمنى أن يعود للكتاب ألقه، وأن أجده في أيدي الناس وهم ينتظرون أدوارهم في أي نشاط، أو وهم جالسون في حديقة عامة، أو في سياراتهم وهم ينتظرون أطفالهم خارجين من المدارس، أو حتى في المطاعم والمقاهي والنوادي الرياضية.
في يوم الكتاب أحب أن أرى معرضًا له في كل أسبوع أو شهر، حتى لو كان صغيرًا أو محليًّا وتحت تسميات مختلفة؛ كمعرض الكتاب الخيري، أو معرض الكتاب المستعمل، أو معرض الكتاب الجامعي، أو معرض متخصص في الروايات أو في القضايا الأسرية أو الفكرية والدينية. يمكن كذلك إقامة معرض كتاب دائم أو مؤقت أو متنقل بين المدارس، تعرض فيه كتب تتناسب مع أجواء الدراسة. ويمكن لوزارة الثقافة إصدار لوائح لتنظيم هذه المعارض.
في يوم الكتاب أتمنى أن أرى مكتبة، ولو صغيرة، في كل بيت، وأن تكون متوزعة في أنحاء البيت حتى في مطبخه وممراته وزواياه. وأن يكون الكتاب في أيدي الصغار قبل الكبار. ولا بأس أيضًا من التماشي مع رغبات الأجيال الجديدة؛ بتوفير كتب رقمية على أجهزتهم الذكية، رغم ما فيها من ملهيات كثيرة وعوامل تشتيت لا تنتهي.
في يوم الكتاب أحب أن أرى أسعارها في متناول الجميع، وأن يصبح من المألوف تهادي الكتب في المناسبات السعيدة وأن يفرح من تُهدى له الكتب كما لو أنه حصل على شيء ثمين.
أخيرًا؛ في يوم الكتاب أتمنى ألا نحتاج إلى يوم للكتاب، بل أن تكون جميع أيامنا بحكم الواقع يوم كتاب.